الملتقى / : رياض العوام
كان جلال يحمل في قلبه جرحًا قديمًا، سببه صديق خانه في لحظة كان يحتاجه فيها أكثر من أي وقت.
ومنذ ذلك اليوم، أقفل باب قلبه بإحكام، وعدّ الغفران ضعفًا لا يليق بمن طعن في ثقته.
مرت الأعوام، وكبرت القسوة في داخله حتى أثقلت روحه.
وفي أحد الأيام، علم أن ذلك الصديق يرقد في المستشفى بين الحياة والموت.
تردد طويلًا، لكن شيئًا في داخله كان يهمس له: من يغفر، يشفى.
حمل نفسه وذهب.
دخل الغرفة، فرأى وجهًا أنهكه الندم أكثر من المرض.
حين التقت العيون، لم تكن هناك كلمات،
فقط دمعة واحدة هوت من عين جلال،
تبعها ابتسامة صغيرة قالت ما عجز عنه اللسان: “سامحتك.”
في تلك اللحظة، شعر أن الجرح الذي عاش في قلبه سنوات طويلة قد التأم.
خرج من الغرفة خفيفًا كمن وُلد من جديد.
لقد أدرك أن الغفران لا يغير الماضي، لكنه ينقذ المستقبل،
وأن القلب الذي يغفر هو القلب الذي يعرف السلام حقًا