ظلال الذنوب

ظلال الذنوب

  • الأحد 26 أكتوبر 2025
  • 02:27 PM

الملتقى / رياض العوام

 

في كل ليلة هادئة، حين تهدأ أصوات المدينة وتغلق أبوابها، تبدأ ظلال الذنوب بالظهور، تتسلل إلى قلب سعد، تهمس له بأسرار لم يجرؤ على الاعتراف بها، وتعيده إلى كل لحظة ضعف، وكل كلمة جارحة، وكل فعل ندم عليه.

سعد، المعروف بابتسامته الدافئة، كان يعيش بين الناس كبشر عادي، لكنه يحمل داخله عالمًا من الخلاوات المظلمة، لحظات يندم عليها وتختبئ في صمت الليل. مع كل ظل يظهر له، يتذكر أنه بشر، وأن الأخطاء جزء لا يتجزأ من الحياة.

مع مرور الأيام، بدأ سعد يرى في هذه الظلال مرآة لنفسه، لا عدوًا له. تعلم أن الاعتراف بالخطأ، ولو لنفسه فقط، يمنحه راحة لا تعادلها راحة، وأن الهروب من الذنب يزيد الظلام داخل القلب.

فبدأ يكتب اعتذاره في قلبه قبل الورق، ويصنع الخير حيثما سنحت الفرصة، حتى تحولت تلك الخلاوات المظلمة إلى مرشد صامت يقوده نحو النور، خطوة خطوة، نحو قلب أصفى ونفس أهدأ.

وفي صباح يوم هادئ، شعر سعد بالسلام الحقيقي: الذنوب لم تختفِ، لكنها تحولت إلى دروس حياة، وحافز للتغيير، وظلال تتحول إلى نورٍ داخلي يضيء الطريق نحو الصواب.

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي