الملتقى / رياض العوام
يقولون: “اللي يعرف سرك، يملك جزء من وجعك”.. وفعلاً هالكلمة ما تنقال عبث.
كان فيه شاب اسمه سالم، طيب القلب، يحب الناس ويثق فيهم بسرعة. في يوم من الأيام مرّ بضيقة كبيرة، همّ ثقيل خلاه ما ينام من التفكير، ودموعه ما تفارق عيونه.
قال في نفسه: يمكن أرتاح لو أفضفض لحدّ يسمعني ويفهمني.
راح لصاحبه راشد، اللي كان يظنه أقرب الناس له، وجلس يحكي له عن كل شيء، عن جرحٍ قديم، وعن سرّ ما يدري عنه أحد.
سمعه راشد وقال له:
“اطمّن يا سالم، سرك في صدري، ما يطلع منه لو وش صار.”
وتمر الأيام… واختلفوا في موضوع بسيط، وما كان سالم يتوقع إن الخلاف بيكشف له الوجه الثاني.
بدأ راشد يتكلم، شوي شوي، وكل كلمة كانت مثل سكين تطعن سالم في قلبه. حتى صار سره اللي يبكيه حديث الناس.
جلس سالم لحاله وقال بحسرة:
“يا ليتني ما قلت، السر إذا طلع من صدرك، ما عاد تملكه.”
وتعلم بعدها درس عمره ما نسيه:
“لا تعطي سرك اللي يبكيك لأحد، لأن يوم من الأيام ممكن هو اللي يفضحك ويبكيك.”