الفرص في الحياة (3 من 40)

الفرص في الحياة (3 من 40)

  • الإثنين 23 سبتمبر 2025
  • 09:06 AM

 

الملتقى / شوقي بن سالم باوزير


إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها * فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَة ٍ سُكُوْنُ
ولا تغفلْ عنِ الإحْسانِ فيها * فلا تدري السُّكونُ متى يكونُ
(البيتان من أبيات الحكمة المشهورة والمختلف في نسبتها لصاحبها؛  فقد نسبا للإمام الشافعي رحمه الله في ديوانه المنسوب إليه (77). وعزاهما صاحب "غرز الخصائص" (303) لأبي الفرج ابن هند. وفي "محاضرات الأدباء" (1/221) دون عزو.

مدخل إلى عالم الفرص

إنَّ المرء في الحياة هو بين فرصة ينتهزها أو أخرى تفوت عليه ، وكل ذلك بقدر الله ، والنصوص المخبِرة عن ذلك كثيرة في القرآن والسنة؛ فمن ذلك قوله تعالى  }:إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر49, وقوله: } وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا {الأحزاب38, وقوله تعالى:} وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا {الأنفال42. إلى غير ذلك من الآيات. ومنها قوله صلى الله عليه وسلم :"واعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ" صححه الألباني في "المشكاة" (115)..

    هناك من الفرص ما لا يُدرِك أبعادَها إلا من وهبَه الله بعدًا في النظر وعمقًا في التفكير, وبقدر سعة مفاهيمنا وتصوراتنا وإدراكنا يكون استثمارنا للفرص في حياتنا. 

وتختلف نظرة الناس في الحياة إلى الفرص,  ويؤكد الكثير على اعتبار بعضها ذات درجة عالية من الأهمية في الحياة خاصة المسلمين؛ 
فمن ذلك على سبيل المثال :
يعتبر وجود الوالدين أو أحدهما فرصةً لبرهما ودخول الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ البَابَ أَوْ احْفَظْهُ) صححه الألباني في "الصحيحة:" (914).

كما يعتبر الزواجَ فرصةً لتكوين أسرة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تزوَّجُوا الوَدُودَ الوَلُودَ؛ فإنِّي مُكَاثِرٌ بكُم الأُمَمَ) صححه الألباني في المشكاة (3091). وكذلك يعتبر دخول المرءِ السوقَ فرصة لقول دعاء السوق واكتساب الأجر.

  كما يعتبر العمل الخيري فرصة لاكتساب الأجر , وها هو  النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يخرج من معتكفه إلا لقضاء حاجة إنسان كما أخبرت بذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رواه مسلم 297. 

بل إنّ الحياة الدنيا ما هي إلا فرصة لعمارة الأرض وابتغاء مرضاة الله؛ لقوله تعالى: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا} القصص:77.

كما أنّ الغنى فرصة للإنفاق في سبيل الله, ومساعدة المحتاجين؛ قال صلى الله عليه وسلم: (نعمَ المالُ الصالحُ للعبدِ الصالحِ) وصححه الألباني في " المشكاة" (3756).

     ومما لا شك فيه أن الفراغ فرصة لا بد أن تُستغل في المفيد النافع؛ قال صلى الله عليه وسلم : (اغتنمْ فراغَك قبل شُغلِك) صحيح الترغيب والترهيب" (3355).

بل إنَّ العمرَ كلَّه فرصة لخدمة الدين وتحصيل الأجر من الله؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اغتنمْ حياتَك قبل موتِك) 
وكذلك فإنّ الصحة فرصة عظيمة لا بد من استثمارها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اغتنمْ صحتَك قبل سُقَمِك)
     كما أن التوبة فرصة للتكفير  عن المعصية ومحوها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(التائبُ من الذنبِ كمَن لا ذنبَ له) صحيح الترغيب والترهيب" (3145). 

والتوبة فرصة  لتحويل السيئات إلى حسنات ؛ قال تعالى: {إِلَّا مَنْتَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} الفرقان:70.

إلى اللقاء في فرصة قادمة إن شاء الله
للتواصل BAWAZEER8269@GMAIL.COM

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي