(عندما تغيب لغة الحوار.. الطلاق العاطفي اصبح الظاهرة الأكثر شيوعا ..))

(عندما تغيب لغة الحوار.. الطلاق العاطفي اصبح الظاهرة الأكثر شيوعا ..))

  • الثلاثاء 14 أكتوبر 2025
  • 10:45 AM

الملتقى /  شيخه الدريبي 

السعوديه الشرقيه


الطلاق العاطفي يعني انعدام المودة والرحمة اللتين ترتكز عليهما الحياة الزوجية الصحية والصحيحةتتواصل علاقتهما تحت سقف واحد لسبب ما قد يكون الأطفال، أو الحفاظ على الشكل الاجتماعي أمام العائلة، وهذا هو الطلاق العاطفي ورغم وجودهما في مساحة مكانية واحدة فإن هناك مسافة شاسعة بينهما تمنع الاندماج النفسي، فالحكاية قاسية لبيوت مفتوحة على خواء المشاعر والصمت المطبق، وانعدام المودة والرحمة اللتين ترتكز عليهما الحياة الزوجية الصحية والصحيحة.فيؤثر الانفصال العاطفي على الصغار؟ و يفقدهم الود في التعامل مع الآخرين، ويؤدي بهم للحدة والقسوة ورفض التواصل فتوريث الفراغ العاطفي للأبناء دليل على انفصام العلاقة بين الأبوين، وهذا يؤثر سلبا على علاقة الأبناء ببعضهم يقودهم لنمط حياة جافه خاويه عاطفياً. وهذا تأثير غير إيجابي لذا بعض  الازواج يعيشون طلاق عاطفي وفي حالة اغتراب نفسي وجسدي عن بعضهما البعض بعد وفاة مشاعرهم رغم سنوات الزواج الطويله وأهم أسباب الطلاق العاطفي، ضغوطات الحياة والأعباء التي تجبر كلًا من الزوجين على الانشغال وخاصة في ظل وجود طفال ..

كما ان المشاكل تجبر الزوج والزوجة على التفكير في نفسهما دون الانتباه للعواطف وما يحتاجه الطرف الآخر. فتزداد المشاحنات والمتطلبات و كثرت التحمل فوق طاقتهم  يؤدى للنفور والتشاجر الدائم ومع تدخل لأهلها المستمر لدرجة غياب الحوار والتفاهم، فكل هذا يهدد الحياة الزوجية وانعدام الانسجام، ويعد مؤشر للطلاق العاطفي وانفصالهم لكن بالرغم من وجود هذه المشاكل لا بد من التحلي بالصبر وتهدئة الامور، فالزواج يحتاج لرجل قوي بكل معنى الكلمة وإنسانة عاقلة واعيةلمتطلبات الحياة الزوجية فاللوم يقع على الزوج والزوجة، فمن المفروض أن يتماسكون يعتمدون لغة الحوار بطريقة هادئة وجيدة تعيد الدفء للحياة الزوجية وحل كل المشاكل لإبعاد الفتور العاطفي بيهم لكي  يحافظون على أسرة سعيدةوتقاليد عائلية منعت الطلاق العاطفي فالمراة قد تصبر خشية حمل لقب مطلقة فعليا وتتعرض للقيل والقال والاتهامات،فتتظاهر بالسعادة والانسجام أمام الجميع، لكن ما إن يغلق الباب عليهم يذهب كل واحدمهم لينام في غرفة منفصلة، دون نتبادل اي حديث على الإطلاق، ورغم مرور كثير من السنوات على وضعهم كمتزوجين ..

ان التقاليد العائلية والاجتماعية التي نعيش في كنفها تمنع فكرةَ الانفصال والطلاق الفعلي، كما أن الطلاق العاطفي مدمر ولا يمكن التصريح به علانية لذا يبقى أشد إيلاما، فالطلاق العاطفي أصبح ظاهرة أكثر شيوعا في الوقت الحالي، فعدم القدرة على التفاهم بين الزوجين وانعدام المشاعر بينهما تنعكس كلها سلبيا على الأبناء فهم يعانون من الحرمان العاطفي والحب، إضافة إلى العزلة وفقدان الثقة بالنفس، وكل ذلك يعرضهم للأمراض النفسية.

وتعزو وجود هذه الظاهرة في مجتمعاتنا إلى عدة أسباب منها تمسك الأزواج بالمؤسسة الأسرية للحفاظ على مظهرهم الاجتماعي من ناحية وحماية أبنائهم من الضياع من جهة أخرى، كما أن هدف الأزواج من اللجوء للانفصال العاطفي هو الهروب من لقب "مطلق" وللحفاظ على الأبناء من الضياع والتشرد وتفكك الأسرة فيجب على الزوجين التحدث مع بعضهما ومحاولة الوصول للمشاعر الداخلية العميقة، ومراعاة تلبية هذا الاحتياج هذا أفضل علاج للتخلص من الطلاق العاطفي، ففي بعض الأحيان يكون هذا الشعور موجودا لكن عدم الرغبة في التعبير عنه يقف حاجزا أمام المساعدة الفعلية للزوجين وأهم الأسباب التي تؤدي للانفصال العاطفي هي الضغوطات المادية التي يتعرض لها الزوجان في حياتهما، فتجدهما منغمسين بتأمين مستلزمات البيت والأولاد، مبتعدين شيئاً فشيئاً عن كل ما يؤجج العاطفة، دون انتباه منهما ومن الأسباب المهمة أيضا إساءة تحديد الأولويات، وذلك بتفضيل الآخرين على شريك الحياة، مع اختلاف الاهتمامات والمعتقدات والأهداف والمستوى الثقافي والاجتماعي بين الزوجين. في حال وصل الزوجان لطريق مسدود لا يمكنهما فيه التفاهم فالطلاق هو الحل ..

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي