أكتوبر الوردي,,,  (مرض السرطان وعلاقة الحالة النفسية بالاستشفاء)

أكتوبر الوردي,,, (مرض السرطان وعلاقة الحالة النفسية بالاستشفاء)

  • الثلاثاء 14 أكتوبر 2025
  • 06:55 AM



الملتقى /  أفنان السيف

 

يُعد شهر أكتوبر شهر التوعية بسرطان الثدي في جميع أنحاء العالم.

- من الطبيعي أن يشعر مريض السرطان عند معرفته بالمرض بالخوف والقلق وألم نفسي كبير قد يوازي الألم الجسدي. وكلما كان المريض أكثر تدينًا ووعيًا وثقافة، كان تقبله للمرض أسرع، إذ يمنحه الإيمان والعلم قدرة أكبر على التكيف.

ويُعد الدعم النفسي جزءًا أساسيًا في عملية الاستشفاء، حيث يساعد التفكير الإيجابي على تعزيز الأمل بدلاً من الانغماس في الخوف من المجهول. والأجدر بالمريض أن يركز على الصحة وما يمكنه فعله للبقاء في أفضل حال: كالتأمل، وزيارة الأهل والأصدقاء، والاستمتاع بوقتهم. أما الإحباط والقلق والتوتر فهي من الأفكار السلبية التي قد تضعف الجهاز العصبي والمناعي وتؤخر الشفاء.

وقد مررتُ بتجربة إنسانية مؤثرة رواها لي أحدهم عن فتاة في الثلاثينيات أصيبت بالسرطان، لكنها اعتبرت مرضها منحة إلهية رغم قسوته. وصفت لي مشاعرها حين تلقت الخبر، وكيف تجاوزت المحنة بفضل الله  ثم رعاية أسرتها، ودعم أصدقائها، وسفرها للتأمل في الطبيعة، الأمر الذي ساعدها على تقليل التوتر والتفكير السلبي. ولله الحمد، شفاها الله وهي اليوم بصحة وعافية، أسأل الله أن يديمها عليها.

من المهم أن نؤكد أن القلق والتوتر في البداية أمر طبيعي، لكن عدم الاستسلام له، والسعي إلى التوازن النفسي، يجعل المريض أكثر وعيًا بأن هناك أمورًا يمكنه السيطرة عليها. فالحالة النفسية لمريض السرطان من أهم مقومات الشفاء ونجاح العلاج، بل إن إرادة الشفاء الداخلية هي المحرك الأكبر الذي يعزز عمل جهاز المناعة في مواجهة المرض.

وقد أثبتت بعض الأبحاث العلمية الحديثة هذا الارتباط، منها دراسة أجرتها د. باربرا أندرسون( Barbara Anderson) أستاذة علم النفس بجامعة ولاية أوهايو على 115 سيدة مصابة بسرطان الثدي في المرحلتين الثانية والثالثة. حيث قُسِّمت المشاركات إلى مجموعتين: إحداهما تلقت علاجًا نفسيًا إيجابيًا يساعد على الاسترخاء وتقليل التوتر، والأخرى اقتصرت على العلاج الطبي فقط. وبعد 4 – 8 أشهر من الجراحة، أظهرت النتائج أن المجموعة التي تلقت الدعم النفسي كانت حالتها النفسية أفضل، وانخفضت لديها هرمونات الانفعال بمقدار 25٪ مقارنة بالمجموعة الأخرى.

وفي الختام، يمكن القول إن الصحة ليست مجرد خلو الجسد من المرض، بل هي تكامل السلامة النفسية والعقلية والاجتماعية. فالدواء وحده لا يكفي ما لم يُدعَم بالعلاج النفسي والروحي.

 نسأل الله شفاءً عاجلاً لكل مريض

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي