((كن قويا بما يكفي لتواجه الحياة))

((كن قويا بما يكفي لتواجه الحياة))

  • الجمعة 24 يوليو 2025
  • 03:11 PM


الملتقى / شيخة الدريبي 

لسعودية الشرقية الإحساء 


أن الحياة مليئة بما يكفي من كل شيء، وفي ظلها تجد الكائنات البشرية نفسها تعيش على واقع الحياة من الصدمات والخيبات والهزائم، الصبر الألم والمعاناة والسعاده والحب والكره كل هذا يعد جزء من الوجود البشري فهناك من يتحمل هذه القساوة أكثر مما يُطيق، وبقدر ما يتحمل، ويصبح أقوى مما كان عليه، وأخر يستسلم لهذا العذاب، ولا يملك أدنى مقاومة، قد يضعف ويلجأ للأ نتحار حتى يخلص من العذاب الذي يشعربه والحقيقه لا ينبغي أن يكون الانسان ضعيفا إلى الحد الذي يُنهي به حياته بمجردحدث أو موقف أو معاناة تدفعه الى الانهيار، لأن هذا ليس سببا كافيا لننهي به نصيبنا من الحياة، فالانهيار نتيجه ما لا نستطيع تحمله ومواجهته، فلا بد أن نعطي فرصة من أجل إعادة الترميم، ومواصلة البحث عن الذات وسط هذا العذاب الذي تسببه تجربة فاشله..
 
كذلك عندما يفشل المرء في إيجاد ذاته وسط ضجيج الواقع، ويكون معرضا للإحباط، وما أسوأ الإحباط عندما لا يملك المرء عقلا صلبا يتحمل الخسارة في كل مراحلها وهناك لحظات يجد فيها الإنسان نفسه مجبرا على خوض تجربة كلها معاناه وألم، ولا يستطيع تحمل ذلك ولعل ما يميز الكائنات البشرية القدرة على التحمل، وكما نعرف أن البقاء للأقوى وهذا أحد قوانين الطبيعة، فأن يكون المرء قويا يعني أن يكون مستعدا لممارسة وجوده بكل ما فيه من تحديات، وأن ييهيئ نفسه للخسارة باعتبارها جزء من الحقيقه ، ويكون قادرا عليها، وقد يستسلم إذا كانت وتيرة الانهيار واليأس بلغت حدودها، وكل فرد يجد في ذاته بعض القدرة على ممارسة الصلابة، وما دامت الكائنات البشرية تحمل بين طياتها هذه القدرة، فعليه أن تتحمل كل الخيبات والآلام الذي يعرقل الوجود بين الفينة والأخرى ..
 
لذا الواقع أسوأ من أن نتصوره جميلا، وأعقد يجب أن لا نبالي به، ونتجاهله،  لأنه يفرض علينا ظروفه، ويجعلنا منغمسين في هذه الظروف سواء قبلنا ام رفضنا ، فهو يدفعنا لكل ما يثير ضعفنا، وقد تتلاشى قوانا في وسط هذا الواقع فالحياة ليست منصفة إلى درجة أن تمنحنا كل ما نشتهي، وليست جميلة لكي تزيح من طريقنا كل ما قد يعكر مزاجنا،وليست عادلة لتأخد حقنا ممن ظلمنا، وليست رحيمة لكي تأخذ ضعفنا بعين الاعتبار، هي أمور تندرج ضمن قوانين الحياة، فعلينا ان لا نتذمر من حصول هذه الأمور، أو نغضب إذا كان حظنا سيئا حتى لو صار الألم من نصيبنا، والمعاناة لصيقة بالبشر، ولعلها تجعل وجودهم ذات معنى لو نظرنا إليها من الزاوية التي سيختبر فيها البشر قدرتهم وقوتهم، ولا يكون لهذا المعنى أي معنى إلا عندما يملك المرء القدرة على مواجهة الألم والتغلب عليه ..

لذا عندما لا تقدر على التغلب على مصاعب الحياة ستنهزم فمعاركها لا ترحم. وعندما تكون صامدا في وجه الحياة، فإنك ستعيشها على الطريقه التي تناسبك فالصمود يعني تحمل الألم رغم قساوته، وتصمد وانت في قمة يأسك، وأن تتحمل رغم ما فيك من انهيار، وهذا يدل على أنك أقوى مما تظن، حتى لا تُميتك الحياة قهرا رغم ضعفك، ورغم قلة حيلتك، لأنك قد عرفت أن الصمود هو المفتاح أمام ما تختبرنا به الحياة.فالصمود يقوي الجزء الضعيف منك، ويهيّئك للقادم من الضربات، ويؤجل موعدك مع الانهيار، ليكتسب المرء قوة مضاعفة ترمم جانبه الضعيف، وتسعفه بما يكفي من القدرة على تحمل المزيد ..
 
لذا لابد ان نعرف أن الحياة واقعيا، مليئة بالخيبات، واليأس وبين طيات الحزن تجد البشر أنفسهم مرغمين على الانصياع لما يفرضه الوجود، ولا يملكون إلا السير نحو الأمام، بدل من الوقوف والتذمر الذي لن يغنيهم في شيء، فالإرادة هي التي تتولد عندما نجد أنفسنا منهكين في مقاومه كل ما نعيشه من ضعف حتى نتجاوز مايصيبنا من الحزن واليأس، والإرادة القوية هي التي تقوينا عندما ننهار، وتسعفنا بما يكفي لنسترجع قوتنا ونخرج من مأزق تعرضنا له والإرادة هي التي تؤكد لنا مدى رغبتنا في الحياة والواقع يفرض علينا حسب الظروف ويدفعنا لكل ما يثير ضعفنا، حتى تتلاشى قوانا في مواجهة  الصراع من أجل البقاء ..

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي