الملتقى / شوقي سالم باوزير
(الـــأربعون) في حياة الرسل والأنبياء (4-4)
قلت سابقا : "لا يمكن أن نسبغ على العدد ( أربعين) بعدًا دينيا بأي حال من الأحوال .. ولكن العدد ( أربعين) يشكل ظاهرة ما؛ الله أعلم بمراده منها" .
نكمل رحلتنا مع الأربعين فنتجول هذه المرة في حياة الأنبياء والمرسلين :
ظهر العدد (40) مرات كثيرة في حياة الرسل والأنبياء بدءًا بأبينا آدم عليه السلام وانتهاء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
تحدثنا في مقال سابق عن (الأربعين) في حياة أبينا آدم ثم نوح ثم اسحق ويعقوب ويوسف وموسى عليهم السلام.
فماذا عن داوود عليه السلام ؟
جاء في الحديث أن آدم عليه السلام بعد أن رأى ذريته أعطى داوود عليه السلام من عمره 40 سنة، ( إن الله عز وجل لما خلق آدم مسح ظهره فأخرج منه ما هو من ذراري إلى يوم القيامة، فجعل يعرض ذريته عليه فرأى فيهم رجلا يزهر، فقال: أي رب من هذا؟ قال: هذا ابنك داود، قال: أي رب كم عمره؟ قال: ستون عاما، قال رب: زد في عمره. قال: لا، إلا أن أزيده من عمرك، وكان عمر آدم ألف عام. فزاده 40 عاما، فكتب الله عز وجل عليه بذلك كتابا وأشهد عليه الملائكة، فلما احتضر آدم وأتته الملائكة لتقبضه قال: إنه قد بقي من عمري 40 عاما، فقيل إنك قد وهبتها لابنك داود قال: ما فعلت، وأبرز الله عز وجل عليه الكتاب وشهدت عليه الملائكة) رواه أحمد واللفظ له عن ابن عباس والترمذي، وصححه عن أبي هريرة. ورواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي.
و قال عطاء الخراساني وغيره: إن داوود سجد لله 40 يوما ( الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي).
وفي قصة يوشع بن نون: 40 ألفا يهلكهم الله وهم أخيار ؛ فعن إبراهيم بن عمرو الصنعاني ، قال : « أوحى الله عز وجل إلى يوشع بن نون : إني مهلك من قومك 40 ألفا من خيارهم ، وستين ألفا من شرارهم ، قال : يا رب ، هؤلاء الأشرار ، فما بال الأخيار ؟ قال : إنهم لم يغضبوا ، وكانوا يؤاكلونهم ويشاربونهم ». قال القرطبي في تفسيره: تارك النهي عن المنكر كمرتكب المنكر. ورفع لعمر بن عبدالعزيز قوم يشربون الخمر، فأمر بجلدهم، فقيل له: إن فيهم صائما، فقال: ابدءوا به
أما نبي الله عيسى عليه السلام فقد روي بأنه تكلم وعمره 40 يوما ، وورد بأن الله أنزل المائدة لمدة 40 يوما ثم رفعها. ( السيوطي)
وفي نبي الله سليمان عليه السلام عند تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ} ذكروا أن سليمان عليه السلام غاب عن سريره 40 يوماً، ثم عاد إليه. ولما عاد أمر ببناء بيت المقدس بناء محكما ( قال ابن كثير : من الإسرائليات)
ونختم بحياة نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام الذي بعث وعمره 40 سنة؛ فعنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَا بِالْقَصِيرِ وَلَيْسَ بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَقِ وَلَا بِالْآدَمِ وَلَا بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا بِالسَّبِطِ بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ 40 سَنَةً فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ) رواه مسلم).
وللحديث بقية إن شاء الله..
ماذا لديك عن سر الأربعين؟ للتواصل: BAWAZEER8269@GMAIL.COM