((الجانب المظلم من الإنسان)) 

((الجانب المظلم من الإنسان)) 

  • السبت 27 مارس 2024
  • 02:50 PM

 

الملتقى / شيخة الدريبي

السعوديه الشرقيه الإحساء 
 

 الإنسان، كائن غامض، بنية نفسية وذهنية عميقه متشعبَة ومتداخلة خيوطها هذه حقيقة ثابتة، قد تضع شخصا معينا ضمن إطار محدَّد، وتصنفه بحسن نية على سبيل الاطمئنان فاغالبية الأشخاص حكاية غامضه والاغلب  يضمر أكثر مما يظهر ويبطن أكثر مما يكشف. وما يقوله غير ما يفكر فيه. فكره عكس سلوكه. وتجده زيادة، خيرا أو شرا، تتجاذبه دوافع ونزوعات ظرفية تتفاعل في ذاته، وهكذا، تتأرجح هوية الإنسان باستمراروتعتبر أكبر معركة يخوضها الإنسان في هذه الحياة، وحتى يستطيع ان  يتعرف على هويتةوتظل المعارك صراع الإنسان مع ذاته، بقصد اكتشافها وامتلاكه زمام مصيره الشخصي، وبلوغه مرتبة الحرية الباطنية.فعندما يخوض الإنسان معركه بوعي ونفاذ بصيرة، تبدأ ترسبات هذا الجانب المظلم بالتآكل رويدا رويدا، حتى تختفي بعدماكانت تتخبط في داخلنا بكيفية متفاوتة .وبنتائج سلبية هدَّامة وتترتب على سوء الأنتقاء والانسجام الصادق بين دواخل الإنسان وما يعيشه عفويا وبكيفية خاصة مع ذاته ..

عندمانسأل عن ما يتعلق بجوهر الكائن البشري هل هو مجبور على الخير أم الشر؟ وأين تكمن حقيقة الإنسان الأصيلة ممارسة الفضيلة أو بثّ لبنات الحقد وتلفيق المكائد الشريرة؟ كنا نعرف أن الإنسان بمثابة منبع للحياة، وقد يختلف حضوره بمختلف معاني الحياة و الموت.والتي تعتبر إثارتها في نهاية المطاف أهم حقيقة من الإسراع إلى صياغة جواب لها ما دام كل جواب يضمر سؤالا ثانيا أعقد من سابقه.فالإنسان بغير أقنعة ليس عنوانا سواء للخير أو الشر، ويصعب الشعور بطمأنينة وايضا لا أحد يولد مجرما، او شريرا فالإنسان مجردحالة، أولا وأخيرا، يتداخل في مجرى تعبيراتها المباشر الذهني، والنفسي، والوجداني والقيمي المكتسب، مرتبطة ببعضها والتجربة الفعلية وحدهاتشكِّل توضيحا فعليا للمؤثرات وردود الفعل. هذه الحظة، تعكس بكل شفافية حقيقة الإنسان..

قد يتصف الإنسان بصورة الحَمَل، أو الذئب، لذلك يظل التصرف الإنساني ارتباطا بمحددات ظرفية معينة، فتصرف الإنسان في موقف معين اصدق دلاله  بمبرراته الدينية أو الأخلاقية، الساعية إلى تحديد مكانته التي لا تبنى على افتراضات،و تخمينات، اواستدلالات فالطبيعة البشرية زئبقية غالبايصعب معها الرهان بالثبات واليقين.فالإنسان وضعية متقلِّبة، قابلة باستمرار للتقلُّب والتحوُّل نحو الأفضل أو الأسوأ،إذن، الإنسان معطى معقَّد للغاية.والتجربة الفعلية يمكنها توضيح فيما يتعلق بمعرفة هويته دون التباس، وتطلُّع الإنسان نحو الخير، لفترة قد لا تطول، وربما للابد  تتأتى من القدرة على مجابهة المنطقة المظلمة، وتفكيك جوانب ترسباتها، عندها يتحقق الوعي الإنساني بذاته، وارتقائه ويفسح المجال أمام حدوث تقلص لتلك الهوَّة الفاصلة بين الإنسان وذاته نتيجة تراكم سلبيات المنطقة الحالكة. حينها، ينطلق الوعي الإنساني المدرك فعلا إذن، نواة الجانب المظلم عند الإنسان، الإشكاليات الكبرى المترتبة عن تلك الأسئلة، مع الشعور بالعجز، فيسود الخوف، والأخير مصدر لا يضاهى لمختلف الشرور المظلمة القابعة في جوف الإنسان ..

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي