الأهــداف والجــديـــة

الأهــداف والجــديـــة

  • الإثنين 29 يناير 2024
  • 11:36 AM

 

الملتقى / عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون 

 

أحلام اليقظة تحلق بالمرء بعيداً عن واقعه في عالم من الخيالات ويجد فيها من المتعة ما يجعله على تواصل معها، وكثير من هذه الأحلام ممكنة التنفيذ إذا أُخذت بمأخذ الجد والعزم، ووضع تحتها قاعدة من الفهم والعمل.


والجدية هي التضحية بكل ما يعيق تحقيق الهدف والغاية، وليس كل من قال أنه مشغول قد استشعر قيمة أوقاته، وليس كل من لا تستطيع أن تأخذ منه موعدا لتعذره بارتباطاته قد استغل بالفعل حياته.


كما أن من الجدية مجابهة التيارات والسباحة ضدها بما تحمله من معان نقية تصادم الواقع المادي الذي غطى كثيرا من الحياة العامة، وتواجه الكسل والخمول والتثبيطات التي تلقاها هنا وهناك.


أنت طاقة هائلة وبإمكانك أن تفعل الكثير على مستواك الشخصي والعائلي والاجتماعي، ولعل هناك الكثير من الأشياء التي تستطيع أن تفعلها ولكنك لا تعلم أنك قادر عليها، فبالإرادة والصبر والمصابرة يحصل المراد بعد توفيق الله، والكثيرون منا لا يحتاجون إلا إلى قدح الزناد.


الحياة بسيطة والتعامل معها كذلك بسيط، وبيدنا أن نعقدها إذا أردنا، والأهداف التي تراود أفكارنا في مجملها بسيطة وسهلة التحقيق، وقد تكون العجلة والتسارع للوصول إلى الهدف من عوامل التثبيط الخفية مما يجعلنا نتراخى ونتراجع.
قد يدرك المتأني بعض حاجته    
.          وقد يكون مع المستعجل الزلل
الذي يجعل من الأهداف معضلات هو أننا في أحيان كثيرة نرى موقعنا ونرى الهدف فقط ولا ننظر فيما بينهما، وهذا بكل وضوح يبرز الانقطاع وعدم الاتصال بين الموقعين، وأحيانا نقف هنا ونعيش حالة الأوهام والتخدير في عدم إمكانية الوصول للأهداف، ولكن لو تفكرت قليلاً وأخذت ورقة وقلما ثم بدأت بكتابة الخطوات البسيطة التي تملأ الفراغ بينك الآن وبين الهدف فسيتحطم حاجز كبير، وستجد أن إمكانية التحقيق متاحة، بل هي أبسط مما كنت تتصور، وإذا باشرت المسير في طريق تحقيق الهدف كما رسمته فستجد أن هناك أموراً أخرى ستظهر وستعينك على الوصول إلى ما تريد، بل وقد تحتاج إلى أن تحدث بعض التغييرات أثناء المسيرة لكي تحصل على إنجاز أمتن وأقوم، وإن كان في ذلك زيادة في التكاليف أو الجهود، ومع هذا فستجد في هذه الانطلاقة الإثارة والمتعة .
ولم أجد الإنسان إلا ابن سعيه
.          فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرا
وبالهمة العلياء ترقى إلى العلى
.          فمن كان أعلى همة كان أظهرا
ولم يتأخر من أراد تقدما
.          ولم يتقدم من أراد تأخرا
وفي العموم فنحن لا ندفع ثمن وضع الأهداف، بل ندفع ثمن عدم وضوح الأهداف، الأمر الذي يجعلنا نكرر أخطاءنا ونسير في حلقات مفرغة لا تصل بنا إلى غاية.

 

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي