المتقى / شيخة الدريبي

السعوديه الشرقيه الإحساء 

 أن الشعور بالضياع من أسوأ التجارب التي تمر بها في حياتك، فقد تشعر أنه لا تستطيع تحديد هويتك، أو تحديد ما تحبه وما تكرهه،او تحديد الخطوة التالية التي يجب عليك اتخاذها، وهذا يخلق شعورًا بالعجز واليأس. ويجعلك تشعر بالضياع،فمن خلال التجارب التي يمر بها الإنسان تتشكل الهوية الشخصية فعندما تشعر بالضياع يبدو الاستقرار بالنسبة إليك حلما صعب وتمرّ بظروف سيئةتجعلك يائسا من وجود ضوء آخر في حياتك  قد تكون حياتك متّزنة في ظاهرها الخارجي، لكنك تعاني داخليّا من شعورالضياع.فنحن نعيش في زمن اللايقين والتغير فتشعر بعدم الاستقرار والحيرة والعجز تجاه الواقع، فكيف نتصرف وكيف ننجو؟ وكيف نتّزن من جديد وما العمل في وجه هذه الفوضى كلها فعندما نشعر بالضياع وعدم الاستقرار هذه مشكلة فعلينا أن ندرك أن الشعور بالضياع وعدم الاستقرار هو جزء من حياتنا نحن البشر، بشكل  عام وبكافة جوانبه ليس نفسيا فقط، فالحياة مزيج من البناء والهدم، والفوضى والنظام، والاستقراروعدمه، كذلك في جميع العمليات الحيوية،التي نعيشها ..

لذلك، علينا ألا نتسرع بوصف هذه المشاعربأنها غير طبيعية أو مَرَضيّة  وأن لا نُسارِع بالهروب منها فالقلق يتسبّب بمخاوفنا وتساؤلاتنا قد يكون هذا القلق مهم للتعامل مع الواقع، ومؤشّرا يساعدنا على إصلاح خلل ما أو تعديل المسار الذي نمشي فيه. فالقلق هو إستراتيجية تطورية مهمة اكتسبها الإنسان لتقدير الاتزان والاستقرار كما أن ثأير الحياة الحديثة على الإنسان (من الناحيتين النظرية والعملية)، فقد أصبحت حياتنا سريعة وكثيرة التغير والتقلّب. باجتياح التقنية والسوشيال ميديا لعالمنا، وايضا وانهيار وضياع المبادئ التي كانت تعصم الإنسان من الشعور بالضياع والحيرة، وعدم الاستقرار أكثر حضورا من الأزمان السابقة، وكثرة الأزمات النفسية لعدم القدرة على مواكبة هذا النمط من الحياة..
 
لذا قد نشعر بهذه المشاعر، وتنوعها من ظروف موضوعية خارجية،تشعرنا بفقدان المعنى فالأهم أن يكون لدينا استشعار عامّ بالحدود الطبيعية لهذه المشاعر، بشكل نسبي بعض الشيء، تساعدنا،على التفريق اذا كانت الحالة مَرَضية تحتاج الى علاج نفسي او غيرمَرَضية والضياع يؤدي الى تدهور في حياة الشخص والشعور ذاتي بضيق أو معاناة نفسية لا يستطيع الشخص التعامل أو التأقلم معها داخليا.يؤدي خطر على النفس و على الآخرين.قد يصل إلى انحراف فالقدرة على التعايش مع المشاعر السلبية هي أهم علامات النضج النفسي لدى الإنسان فهناك أفكار وظروف تختبئ خلف الشعورك بالضياع وعدم الاستقرار. كفقدان شخص عزيز أو وظيفة هذا ليس سهلا فتتشابك فيها الظروف حاول التفريق بين المشاعر الناتجة عن ظروف هذاسيساعدك على التعامل معها بشكل أفضل ولا تجعل مشاعرك تستحوذ عليك فتنجرف إلى امور سلبية والشعور بالضياع وعدم الاستقرار والانغماس وممارسة سلوك غير صحي ومدمّر مثل التدخين أو شرب الكحول وأن استخدام إستراتيجيات الضبط الانفعالي، في حل المشاكل بشكل إيجابي وإعادة النظر للأمور وتقبّل الواقع، هي أكثر إيجابية على المدى البعيد في حل مشكله الضياع بعد الاعتماد على الله سبحانه وتعالى  ..