الملتقى / معن حسين بي

وها هو موكب النور  يسير بطلابنا ليتهادى على أعتاب الفصل الدراسي الثاني، نعم. إنه موكب النور، كيف لا وما يكتنزه من علم وقيم يشع ألقه على الدنيا بأسرها، ويطوي بطهره حلاك الليل الدامس؟!.

ولا بد لنا في مستهل تلك المرحلة أن نلفت انتباه طلابنا إلى مرامٍ وأهداف نتوخى منها أن يظلوا على استدامة العهد واستقامة الخطا، وسأجملها فيما يأتي:

1 - إرضاء الدّيّان: وما أسماه من هدف!، وما أرفعه من قصد!، إنه الله تبارك وتعالى، فلتجعل إرضاءه نصب عينيك وأنت تجلس على مقاعد الدرس، وأنت تحترم مدرسك، وأنت تنظم وقتك، وأنت تذاكر دروسك، وأنت تمتحن فلا تغش،  وأنت تسير صباحاً طلباً للعلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ).

أخلص في هذه النية تنل نبوغ التفقه ورفعة الدنيا والآخرة.
2- خدمة الإنسان: عليك أيها الطالب أن تُبرق خَلدك بهذا الطموح وأنت تجِدُّ في الدراسة والتعلم، فإياك أن تنحو نحو الشهرة والسمعة فتجعلها مبتغاك دون إسعاد الناس بما تعلم، وقضاء حاجاتهم بما تتقن، وإرشاد مسعاهم بما تفهم،  فلتحرص على اكتساب مهارات التعلم المختلفة من أجلهم، فتكون حسَن الاستماع، حسَن التطبيق، فتنجح وتُنجح. 

3 - بناء الأوطان: لا تغفل عزيزي الطالب عن هذه الغاية النبيلة، فلا تأخذ في حسبانك التعلم نشداً لمستقبل شخصي باهر فحسب، بل ضع الوفاء لوطنك في معادلة التعلم لتعمره بألق الحضارة وسؤدد القيم، اكتنف الوطن في مقلتيك في كل مرحلة تعلمية، فأنت الذي درست في مدارسه وجامعاته، ونلت ما سهله لك من وسائل لتصل إلى ما تبتغي وأكثر. كن لبيباً مثابراً متفوقاً كي يشار إلى وطنك بالبنان في قمة الدول المتقدمة.

ولتعلم أيها الطالب أن "إرضاء الديان وخدمة الإنسان وبناء الأوطان" ما هي إلا أهداف يترجمها عملياً من يجاهد النفس ويشحذ الهمم في ارتقاء ذاك الطود الشامخ، ألا وهو ( العلم ).