((لاتُظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك ))

((لاتُظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك ))

  • الإثنين 29 أكتوبر 2024
  • 07:00 AM

 

 

 

الملتقى / شيخة الدريبي 

السعوديه الشرقيه الإحساء 

 

الشماتة ليست من صفات المسلم الملتزم بالأخلاق الإسلامية وهي من صفات النفس الظالمة الحقودة. فالله فضَّل الطعام بعضه على بعض في الأكل، كما فضَّل الناس بعضهم على بعض في الرزق، وهذا التفضيل ليس تفضيلاً عبثياً أو كيدياً، بل هو خاضع لمشيئة الله الذي يعلم السر وأخفى، ويعلم الغيب في السماوات والأرض.

وقد يكون في بسط الرزق ابتلاء من الله عز وجل، وامتحان أشد صعوبة، لأن فيه غواية أكبر والوقوع في المعصية. كما أنه من الممكن أن يكون في التضييق حكمة لا يعلمها إلا الله، كالحماية من الوقوع في شرك المعاصي . فالمسلم يحب لأخيه ما يحب لنفسه بعيدا عن الحسد والغل والغش والحقد، لذلك فقد نهى الإسلام عن الشماتة بمن هو دونك في النعمة وليس فقط في الرزق..

إذ لا تجوز الشماتة بمن لم يرزقه الله الذرية، أو لم يرزقه الصحة أو العلم. فالشماتة ابتلاء فلا تحزن ممن يشمت بك، أو يسخر، إن أيام الدنيا دوّارة، والأحوال متغيرة ومتقلبة وان إرادة الله تعالى أن تكون البشرية في سعيها الدنيوي متقلبة بين العطاء والبلاء، ومحكومة بسُنة الموت التي تؤسس للحظة الانتقالية من الفناء إلى البقاء.

وعندما يتأمل الإنسان الإرادة الإلهية فيما حوله، يوقن أنه تعرض للأ بتلاء بمختلف أنواعه .فلا تراقب الناس، ولا تتبع عوراتهم، ولا تكشف سترهم، ولا تتجسس عليهم.. اشتغل بنفسك، وأصلح عيوبك؛ فلن تُسأل بين يدي ربك إلا عن نفسك، والله أرحم بك وبهم منك ومن أنفسهم؛ بل إن المؤمن الصادق المخلص يحب أن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) رواه البخاري ..

إن المسلم الذي تربى على الأخلاق الإسلامية الفاضلة ووعى على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لا يشمت في أحد ولا يفرح في مصائب الآخرين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين. إن المسلم يكره هذة ألأفعال ويكره أفعال الكفار لكنه لا يشمت بهم ولا يفرح في مصائبهم لأنه لا يكن حقدا لأحد ولا يبغض أحدا ولكنه يكره أفعالهم بل يجب ان يدعو للجميع بالهداية والمغفرة. وإلانسان ألذي تشفِّيَ بالآخرين فليعلم أن هذا  ليس خُلقا إنسانيًّا ولا دينيًّا، لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك..فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. والعيب كل العيب المجاهرة بالخلق الذميم بين المسلمين ..

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي