الملتقى / شيخه الدريبي
السعودية الشرقية
هناك مفاهيم خاطئة شائعة هل فكرت يومًا أن تزور مستشارًا ليرشدك لكي تتخطى هذه الأخطاء وهل راودتك الشكوك حول حجم هذه الأخطاء وعلاجها؟ ليس الغرض من الاستشارة إخبار الفرد بما عليه فعله. لا يوجد حل واحد يناسب الجميع، فكل شخص وكل موقف في الحياة يختلف عن غيره ويحتاج إلى فهم فالاستشارة تساعدك في اكتساب رؤى مفيدة، وفهم ذاتك ووضعك، مما يدعمك في اتخاذ قراراتك الخاصة بشأن أفضل مسار يناسبك.فليس طلب المشورة علامة على الضعف.كثيرًا يُرى ان المساعدة علامةً على الضعف ويُعتقد أنه يستطيع حل مشاكله بنفسه وهذا غير صحيح. قد يكون الاعتراف بحاجتك للمساعدة هو أصعب عائق يجب أن تتغلب عليه. ويتطلب الأمر الشجاعة والبصيرة للتعامل مع المشكلات بشكل واضح وبمسؤولية قبل أن تؤثر سلبًا على صحتك الجسدية والنفسية وعلى علاقاتك ..
كما إن المشاكل التي تبدأ بسيطة كالمشاكل اليومية يمكن أن تتفاقم وتزداد سوءً إن لم تعالَج فالاستشارات تمنحك فرصة لمعالجتها مهما كانت بسيطة أو كبيرة، مثل الإجهاد أو التوازن في الحياة أو مشاكل العلاقات فاحرص على حضورك الاستشارات الفعّالة والمناسبة كثيرًا ممن يحضر الجلسات هم أشخاص أذكياء ومهرة ومتزنون في مجالات الحياة، فالمستشار لا يعرفك لكن يستطيع مساعدتك وهذا أحد أسباب النجاح فسيقدم لك نظرة ثاقبة محايدة وغير متحيزة، بالإضافة إلى الدعم، الذي يساعدك على التحدث بصراحة عن وضعك، والتخلص من القلق أو الخوف فالاستشارة تشجعك وتتحداك للتوصل إلى الحلول المناسبة لحياتك فالمستشار يكتفي بالجلوس وكتابة الملاحظات والإستماع وهذا ما تحتاجه فهو قادر على قراءة أفكارك وقادر على تقديم الدعم الذي تحتاجه وذلك بطرح الأسئلة واستخدام الطرق التي تساعدك على تقدمك نحو أهدافك ..
كما أن فى عصرنا الحديث نجد كثرة المغالطه في المفاهيم بالرغم من التطور الفكرى الذى وصلنا إليه والتقدم الهائل فى كل مجالات الحياة، والذى جعلنا نطور كثيرا من المفاهيم والمعتقدات البالية، ونتخلى عن بعض العادات والتقاليد والأعراف التى لم تعد تتلاءم مع حياتنا فى القرن الواحد والعشرين، لكن للأسف الشديد بالرغم من هذا التطور الذى جعلنا نتمرد على كثير من مفاهيمنا القديمة، أصبحنا نتبنى مفاهيم جديدة خاطئة أيضاً ولا تقل خطورة عن المفاهيم القديمة، الفرق الوحيد هو أن هذه المفاهيم المغلوطة الجديدة تتماشى مع العصر الحديث فمنهاربط التعليم بالثقافة والوعى، واعتبار أن الشخص المتعلم والحاصل على شهادات عليا هو أكثر الأشخاص وعياً وثقافة، وهذا خطأ لأن التعليم ليس له علاقة بالتثقيف، فالتعليم يتلقاه الطالب فى المدارس والجامعات، أما التثقيف فيحصل عليه الإنسان بالقراءة والمعرفة المكتسبة والعلاقات الاجتماعيه أما ألاشخاص الحاصلين على أعلى الشهادات الأكاديمية ليس الكل بل جزء منهم عقولهم فارغة وغير قادرين على فتح حوار مع الناس، وغير مؤهلين للجدال أو المناقشة فى أى موضوع وهناك جانب آخر ايضا لأشخاصا أُميين لا يعرفون القراءة والكتابة ومع ذلك لديهم وعى سياسى واجتماعى ودينى وعقولهم تدرك الامور ويستطيعون فتح حوار فى أى مجال من مجالات الحياة للأسف الشديد هذه المفاهيم المغلوطة والعقيمة نعانى منها ونحن فى القرن الواحد والعشرين بسبب الاعتياد على نمط فكرى معين متوارث عبر الأجيال ..