((الهشاشة ضعف نفسي يتأثر صاحبها بالكلمة ..))

((الهشاشة ضعف نفسي يتأثر صاحبها بالكلمة ..))

  • الأحد 15 يونيو 2025
  • 06:14 AM

الملتقى / شيخه الدريبي 

السعودية الشرقية 
 

 

بدأت حياتك طفلا مقبلا على الحياة، تتعرف على تفاصيلها الصغيرة، وتحاول امتلاك ما يعرض لك في طريقك، غير آبه بأخطار حولك، ولا ملتفت لانتقادات محيطة محبطة، ولا تساورك أوهام أو ظنون بما قد يحدث بعد. إنما هي الشجاعة الفطرية والإقدام المغروس في داخلك لاستكشاف الحياة ومواجهتها بنفسك.وتكبر هذه المخاوف لكن ليس في الواقع وإنما في تصوراتنا، فيصور الخيال مشاعر الخوف ويهوّل الخوف تصورات الخيال ثم تكبر شيئا فشيئا، فإذا عوائق الزمن، ومرارة التجارب، وآراء الآخرين، وحسابات المستقبل المجهول تزرع فيك خوفا يقيد انطلاقتك الأولى، ويضعف من عزمك، وينال من إقدامك.ويكبر الإنسان وتكبر معه مخاوفه يخاف أن ينفق خشية الفقر، ويخاف أن يخوض تجربة جديدة هربا من الفشل، ويخاف أن يبني علاقات جديدة تجنبا للعواقب، ويخاف فقد الوظيفة، ويخاف قلة الرزق، ويخاف على أبنائه، ويخاف من التقاعد، ويخشى أن تداهمه الأمراض على حين غرة. بل إننا أصبحنا نخاف من الكلمة الجارحة، أو الملاحظة العابرة، أو النقد الموجه إلينا.فتكبر هذه المخاوف لكن ليس في الواقع وإنما في تصوراتنا، فيحجم الخيال مشاعر الخوف ويهوّل الخوف تصورات الخيال، فيمد كل منهما الآخر بأسباب البقاء والامتداد، حتى يصاب الإنسان بالهشاشة.وتعتبرالهشاشة ضعف نفسي يتأثر صاحبها بالكلمة، وتجرح مشاعره بالملاحظة والنقد ولا يقوى معها على مواجهة وتحديات الحياة..

لذا تزيد هشاشة المرء النفسية كلما ابتعد عن خوض تجارب جديدة في حياته، وتهرب من مواجهة الصعوبات والتحديات وتبقى الشجاعة هي الحل لمواجهة المخاوف والتعامل معها رغم الشعور بالخوف.ولا بد من القوة في أخذ المسؤولية عن كل ما يهمك ويليك، والتفكير الحر خارج حدود أنماط وقوالب رسمتها أو رسمت لك في محيطك، فالصلابة النفسية وقوة الشخصية، واجتناب العجز فيما يستقبلك من صروف الدهر ونوائب الزمن تقلل من الخوف نوعا ما فإذا كان الإنسان جُبل على الخوف، فإنه أيضا جُبل على الشجاعة والإقدام، بل إن الشجاعة والإقدام وجد في النفس قبل الخوف، وهذا دليل على أن خلق الشجاعة والإقدام هو ما يسير حياة الفرد ويقودها.وبعد عمر مديد، يكتشف الإنسان الخائف أنه عاش ميتا في حياته فالخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع من الحياة".
وتبقى الشجاعة هي الحل لمواجهة المخاوف والتعامل معها رغم الشعور به فكل ما نشعرين به من متاعب نفسية هي نتيجة أحداث وصدمات كثيرة، ابتلي به الكثير من الناس نتيجة ضغوط الحياة المتنوعة لا سيما تأثيرها على الشخصيات ذات الحساسية العالية والانفعال الزائد والعاطفة المرهفة، والنساء لرقة في طبعهن وحساسية مشاعرهن، فكيف إذا اجتمعت على الإنسان ضغوط خاصة في البيئة الخاصة به في البيت والمدرسة والعمل وغيرها ..

ومما يسهم في التخفيف من الضيق والخوف والقلق والتوتر والاكتئاب، التوكل على الله سبحانه وتعالى لانه حفظك وعافاك فالحياة الدنيا قد طبعت على الابتلاء، والصبر على البلاء، والرضا بالقضاء وماأعده الله تعالى للصابرين والشاكرين من عظيم الثواب والجزاء، ومما يسهم في مواجهة المتاعب النفسية، ومحاولة التغافل عنها ونسيانها والاهتمام بإصلاح واقعك وحياتك بتطوير ذاتك. قد يكون ما مضى وفات مؤمل لكن لك الساعة التي أنت فيها فعليك مواجهة ومتاعب وضغوط الحياة بتعميق الإيمان وبطلب العلم النافع والعمل الصالح، ولزوم الطاعات والأذكار، والاهتمام بالقراءة في كتب المواعظ والسيرة، ومتابعة المحاضرات والبرامج النافعة، والترويح عن النفس بالنزهة والزيارة، والقراءة وشغل الوقت فيما ينفع والعمل به ومهم إعطاء النفس حقها من النوم والاسترخاء، ومزاولة الرياضة لتفريغ الطاقة السلبية، ولزوم الصحبة الصالحة التي تسهم في تفريغ شكواك وتعينك على مواجهة المتاعب بالنصح والتذكير والتحفيز ووضع مايلزم من حلول، على أن كثرة الشكوى لها مخاطر في تجديد الأحزان وسوء ظن بالله والناس فلا بد من التوكل عليه سبحانه، وعدم اليأس والقنوط من رحمته سبحانه، واللجوء إلى الله تعالى بالدعاء بحضور العقل وخشوع القلب ..

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي