الملتقى / شيخة سالم
الطائر الذي يُغرّد بصوت طائر آخر... يُصبح صوته نشازًا
لا تكتب لأنك مُطالَب، بل لأن في روحك نداءً خفيًّا، لو لم تُلبِّه، لضاقت بك الدنيا بما رحبت.
اكتب لأن الحرفَ طريقٌ يُفضي إلى ذاتك، لا إلى تصفيق العابرين.
فكل بدايةٍ مرتجفة، إنما تُخفي خلفها ولادة صادقة، وكل كلمةٍ مرتبكةٍ، هي خفقةُ قلبٍ يحاول أن يُفصحَ عن سره.
صدق نفسك أولًا، وكن وفيًّا لما تحس، فليس للكاتب مرآة أصدق من نبضه.
امنح اللغة من وهج روحك، لا من برود القاموس، فإن الكلمة إذا نبضت، أزهرت.
الكتابة ليست حلبة سباق، إنها طقسٌ روحيٌّ، يقترب فيه القلب من ذاته، ويبوح بما لا يُقال.
ومن يكتب بصدق، لا يكتب فقط... بل يُنقش في الذاكرة كحرفٍ خالد، كغيمةٍ مرت فوق أرض عطشى.
لكن، ما أتعس من يكتب ليُرضي الجميع...
ويتزيّن بصوتٍ لا يُشبهه.
من يصعد على أكتاف التصفيق، يسقط مع أول صمت.
ومن يتغنّى بنغمةٍ لا يعرفها قلبه، يخذله الحرف عند أول انكشاف.
أسوأ لحظة يمر بها القارئ هي أن يكتشف أن الكاتب الذي أحبه، كان يخادعه... يبتسم بقلمه، ويطعن بثقته، وأن ما حسبه نورًا، لم يكن إلا خديعة من وهج مصطنع.