حياتنا بين الماضي والحاضر 

حياتنا بين الماضي والحاضر 

  • الثلاثاء 01 أبريل 2025
  • 05:38 PM

الملتقى / جاسم الركاض أبو خالد
 ولاية الخابوره __ سلطنة عمان 

 

لاشك أن المقارنة بين الحياة في الماضي والحاضر ، فرق كبير وواسع من حيث العيش والأسرة ، والجيران والأصدقاء، كلها كانت بسيطة جدا ، والقناعة والرضى كانا أهم ركيزة ، في تقبل المعيشة بالماضي كان كل شي شحيح بمعنى قليل جدا ، الأكل والشرب والالتزامات اليومية ، وحتى لايوجد علاج للمرض الا من النباتات التي غالبا ما تكون موجودة ، إلا بالجبال والصحراء ، وكانوا أهالينا بالماضي يرحلون من أماكن السكن ، إلى مكان فيه الماء حتى يستطيعون العيش ، وأيضا ابائنا يسافرون لسنوات وشهور على الجمال والحمير يبحثون عن لقمة العيش لأسرهم ، الماضي كان صعبا جدا، لايمكن لحال البعض أن يعيش ويتعايش معه ، وكانوا الجيران بالماضي يد واحدة لا ينام الجار الا أن يرى جاره هل هو بحاجة إلى طعام أو شراب ، يتسامرون ، ويتواصلون ، مجتمعين  بالفرح والحزن، والبساطة والقناعة لايمكن أن تتغير في حياتهم  

اما عن الحياة بالحاضر ، أصبحت سهلة وميسرة وكل شيء موجود ، العمل والوظيفة ، المستشفيات ، الكهرباء والماء ،والانترنت ، والمدارس، وغيرها من سُبل العيش الكريم ،لكن العلاقات ليست كما كانت بالماضي، الناس تباعدت ، واتخذت من وسائل التواصل الحديثة حجة بعدم الوصول إلى مساندة من يحتاج إلى المساعدة ،الاكتفاء برسالة على الهاتف ،الزيارات معدومة الا من رحم ربي ، الزعل والخصام والهجر من البعض لأغراض دنيوية ،أصبحنا اليوم نسمع عن الجار اذا كان مريضا،أو توفاه الله ،كل شيء تغير وصار غير مهم ، طبعا نحن بحاجة إلى مراجعة النفس ، الالتفات إلى ما وصانا به الله سبحانه وتعالى ، وهدي رسوله الكريم ، بالبعد عن القطيعة والهجر الطويل ، خاصة بين الارحام والأهل ،ومراعاة حقوق الجار وتفقد أحواله ، فالحياة قصيرة لاتدوم لنا ، بل نسعى لنكون أفضل مما كنا عليه بالسابق ، تغييرنا لهذه الأمور يأتي من داخلنا أولا، الابتعاد عن الحسد والحقد لبعضنا البعض، والأرزاق مقسمة ، يأخذ ما قسمه الله له ، بدون زيادة ولا نقصان،  ما احوجنا أن نهتم باخلاقنا قبل ملابسنا، وعن ظلمنا لغيرنا كان بسبب أو بدون.

كتبت هذا المقال للمقارنة بين الحياة بالماضي والحاضر حتى نرى الفرق الكبير بينهما وأسأل الله بأن كل واحد منا يسعى إلى تغيير مايراه غير مناسب ، ويحاول أن يترك بصمة خير لكل من حوله ، بالقناعة والبساطة، والعفو عند المقدرة .

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي