الملتقى / شوقي بن سالم باوزير

تحدثنا في المقالين السابقين عن أهم عشر فرص في الحياة من وجهة عينة دراسية في مدينة الدمام ونكمل اليوم حديثنا عن ثلاث فرص في الحياة لكنها حصلت على تقديرات منخفضة لدى أفراد العينة وهذه الفرص هي: 
11-فرصة الأمن: 
إنّ الأمن فرصة عظيمة في الحياة؛ فبدون الأمن يعجز المرء عن ممارسة حياته الاعتيادية فضلا عن حياة الإنجازات والتطوير والرقي. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أصبح آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)  صححه الألباني.  ولا يدرك قيمة الأمن إلا من عاش أو سمع أو رأى أحوال الناس الذين فقدوا هذه النعمة؛ كيف هي معيشتهم، يفتقدون إلى أبسط ضرورات الحياة، فضلا عن الحاجات، فضلا عن المحسنات. إن الأمن فرصة ولا ريب للمرء لممارسة الهوايات وتعلم المهارات، فرصة للتجارة بيعا وشراء، فرصة للسياحة في أرجاء الأرض، فرصة لتحقيق الأهداف والأمنيات ...وما شابه ذلك.

12-فرصة وجود النعم :
إنّ وجود النعم عند المرء يعد فرصة عظيمة. قال الله تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم) سورة النحل 18. (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) سورة إبراهيم 34. فالصحة نعمة والأمن نعمة والمال نعمة والزوجة نعمة والأولاد نعمة والوظيفة نعمة والمسكن نعمة ووجود الأبوين أو أحدهما على قيد الحياة نعمة. وتأتي نعمة الهداية على رأس هذه النعم، فلا قيمة لجميع النعم بعيدا عن الهداية.  وهذه النعم بأشكالها وألوانها فرص متتالية يجدر بالمرء أن ينتهز كل واحدة منها ويستثمرها الاستثمار الكامل ابتداء من شكر الله عليها (ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) سورة ابراهيم 7. مرورا بتطويعها لتصب في مصلحة الإنسان نفسه دينا ودنيا.

13-فرصة القدرة على الإنجاز:
إنّ تمكن المرء من إنجاز عمله اليوم وعدم تأخيره للغد يعتبر فرصة سانحة له تتيح له الطمأنينة وعدم القلق. إن توفيق الله للمرء بأن يكون من المنجزين أمر في غاية الأهمية. وإذا كان المرء من الموفقين للإنجاز فجدير به أن ينتهز هذه النعمة من الله فيكثر من الأعمال والإنجازات لأن الحياة قصيرة وهنيئا لمن ترك بصمته في الحياة بعد الرحيل.