أبلة فاطمة نجمة العلم والإبداع

أبلة فاطمة نجمة العلم والإبداع

  • الثلاثاء 01 يناير 2025
  • 05:17 PM

 

الملتقى / الأستاذة فاطمة نهار الظفيري

 

في مدينة صغيرة وهادئة، تعيش فتاة جميلة ومحبوبة تدُعى فاطمة وتبلغُ من العمٌر ثمانية أعوام. مُنذُ لحظاتها الأولى في هذا العالم، كانت فاطمة تملأ البيت بهجة ودفئا وسعادة، وكان قدومها فرحة كبيرة وغالية لكُل أفراد العائلة. 

ومع مرور السنوات، بدأت شخصيتها تتبلور لتصبِح فاطمة فتاة مميزة في كل شيء. أحبت فاطمة أن يناديها الجميع بـ "أبلة فاطمة"، لأنها تتصرف وكأنها مُعلمِة صغيرة، تبُادِر دائما بنشر الوعي والمعرفة ومُساعدة كُل من حولها. 

فاطمة فتاة ٌمُنظمة ٌ تبدأ يومها مُبكرا. عندما يدٌق المُنبِه، تستيقظ فاطمة بنشاط وترُتِب سريرها بعناية، مما يجعل غرفتها دائما مٌرتبة ومُنظمة ومُشرِقة. بعد الإفطار، ترتدي فاطمة زيها المدرسي وتضع حقيبتها الأنيقة على ظهرها، مٌستعِدة ليوم مليء بالتعلمُ والمُغامرات. 

في المدرسة، تعُرف أبلة فاطمة بحبها الشديد للعلم. في حصص الرياضيات، تجُيب عن المسائل المُعقدة بثقة، وفي حصة اللغة العربية، تقرأ النصوص بصوت عذب يعُجِب مُعلماتها وزميلاتها. أما في الأنشطة الإبداعية، فهي دائما تدُهِش الجميع برسوماتها الجميلة وأفكارها المُبتكرة. 

عندما تعود فاطمة من المدرسة، تبدأ بإنهاء واجباتها المدرسية بكل دقة واهتمام. تضع كُتبها مُرتبة على مكتبها وترُاجِع دروسها لتتأكد من فهم كل ما تعلمته. بعد ذلك، تخُصِص وقت القراءة بكتبها المفضلة، خاصة القصص والقرآن الكريم، حيث تجد فيهما متعة كبيرة. 

إن أعظم ما يميز أبلة فاطمة هو حُبها الشديد لحفظ القرآن الكريم، الذي يملأ قلبها نورا وخشوعا وتقرُب إلى الله عز وجل. ولذلك، التحقت فاطمة بنادي النور في الفترة المسائية، حيث تتدرب على الحفظ والتلاوة. في العام الدراسي 2024، شاركت في مُسابقة لحفيظ القرآن الكريم، وأدهشت الجميع بحفظها المتقن وتلاوتها بصوتِ عذب. حصلت فاطمة على المركز الأول في المٌسابقة بفضل الله ثم جدها واجتهادها، وكانت تلك لحظة فخر كبيرة لها ولعائلتها. 
 
تمتلك فاطمة أيضا موهبة فنية مميزة، حيثُ تمُسِك بريشتها وألوانها، وتبدأ برسم لوحات تعُبِر عن خيالها الواسع، فترسُم الطبيعة، الشخصيات الكرتونية، وحتى بعوض المواقف اليومية التي تراها في حياتها. 

عائلة فاطمة تراها مصدر كبير للطاقة الإيجابية، فهي تحِب التحدث والضحك مع أختيها سعاد ودلال وأخيها عبد الله. وغالبا ما تشاركهم ألعابهم، وتساعدهم في ترتيب أغراضهم. 
 
لكن أبلة فاطمة لا تكتفي فقط بالمرح، فهي تهتم كثيرا بنظافة وترتيب البيت.  تنُظِف غُرفتها بنفسها، وتحرص على ترتيب كتبها وأقلامها بعناية. كما تسُاعِد والدتها في أعمال المنزل وتتعلم منها فنون الطهي، مما يجعل الجميع ينظر إليها بإعجاب. 

في نهاية كل أسبوع، تنتظر فاطمة بحماس زيارة بيت جدتها الحبيبة فاطمة. هذه الزيارة الأسبوعية، المعروفة بـ "الزُوارة"، تحمل معها ذكريات سعيدة دائما. 
فاطمة لا تذهب إلى بيت الجدة فارغة اليدين، بل تحمل حقيبتها المليئة بالأقلام الملونة، والقصص الجميلة، وأوراق التلوين. وبمجرد وصولها، تجتمع مع بنات خالاتها، وتبدأ قراءة القصص لهم بصوتها الحماسي. ثم توزع عليهم أوراق التلوين، وتشجعهم على إظهار إبداعاتهم. 
 
بعد الانتهاء من الرسم، تقُيم "أبلة فاطمة" مُسابقة صغيرة لتكريم أفضل الرسومات.  وتقُدم هدايا صغيرة، مثل المُلصقات أو أقلام التلوين الجديدة، مما يزيد من فرحة الأطفال وحماسهم. 
 
أبلة فاطمة فتاة طموحة تحمل في قلبها أحلاما كبيرة. فهي تتمنى أن تصُبِح من حفظة القرآن الكريم وأن تكون قدوة لكل من حولها. كما تحلم بأن تصبِح مُعلِمة مشهورة تسُاعِد الأطفال على حُب العلم والإبداع، تماما كما تفعل الآن مع أصدقائها وأقاربها. 

أبلة فاطمة تعُلِمنا أن النظام والاجتهاد والمرح يمكن أن يجتمعوا في شخصية واحدة. بابتسامتها المشرقة وروحها المفعمة بالحيوية، تضُيء حياة من حولها، وتثبت أن العمر ليس عائق ا أمام تحقيق الإنجازات. 
هكذا هي أبلة فاطمة، نجمة العلم والإبداع، التي ننتظر منها المزيد من الإنجازات والنجاحات في المستقبل.

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي