الفرص94 فوق40

الفرص94 فوق40

  • الثلاثاء 01 يناير 2025
  • 06:03 PM

 

الملتقى / شوقي بن سالم باوزير

 

 

(البيتان من أبيات الحكمة المشهورة والمختلف في نسبتها لصاحبها؛  فقد نسبا للإمام الشافعي رحمه الله في ديوانه المنسوب إليه (77). وعزاهما صاحب "غرز الخصائص" (303) لأبي الفرج ابن هند. وفي "محاضرات الأدباء" (1/221) دون عزو).
الحياة .. فرص.. وفرصتك الآن هي الحياة لتعمل خيرا لآخرتك

 

الحظ في أبسط معانيه هو حدوث شيء جيد أو النجاة من شيء سيء ( وكلها بقدر الله) . إن اعتقاد المرء بأنه من الناس المحظوظين يجذب له الفرص . ولرفع مستوى الحظ لديك يجب استغلال الفرص بكل ما لديك من شغف وثقة ، مع إدراك أن الحظ يعني مرات عديدة من المحاولة والكف عن الاعتقاد بأن الحظ سينزل من السماء ( دون بذل للأسباب).

أما الحظ السعيد فيعرف بأنه "نقطة تقاطع الفرص مع الاستعداد الجيد". ويحدد هنري فورد  رؤوس الحظ السعيد الثلاثة فيقول : "  كلما لاح النجاح نتيجة التخطيط الجيد والمثابرة المستمرة مقرونين بالفرصة المواتية، اعتبر الناس ذلك حظا".

وعن علاقة الفرصة بالحظ يقول ملتون: "ما الحظ إلا فرصة تقرع بابك فأسرع إلى تلقفها ".   
يقول أحمد السيد كردى: 
كلمتان تربط بينهما علاقة وثيقة، وتستعمل الواحدة في موضوع الأخرى في كثير من الأحيان، مع أنهما ليسا شيئاً واحداً في الحقيقة .. فالفرصة هى "شيء يمر بك في حياتك لم تكن تحسب له حساباً في خطتك الموضوعية"، أي أن الفرص هي الحوادث غير المتوقعة التي تقع فيها، سواء كانت جسيمة أو تافهة ...
وأغلب الفرص والأمور غير المتوقعة التي تمر بنا، لا نعيرها أهمية كبيرة، أما لأنها تافهة أو لأنها شيء خارجي لا يمسنا شخصيا، ولكن يقع بين حين وآخر شيء يمس حياة الفرد وخططه بطريقة مباشرة - و هنا يصبح للأمر أهمية كبرى، لأنه في اللحظة التي تتأثر فيها عواطف الانسان بفرصة ما، فإن الأمر يصبح حظاً !
فالحظ إذن هو تأثير الفرص على حياتنا، ولكن ليست الفرصة هي العامل الوحيد في الحظ، فهناك عامل آخر له دخل كبير، هو أنفسنا .. لأن تفاعلنا وتجاوبنا مع الفرص هو الذي يحولها إلى حظ، أما كيف وإلى أي مدى تؤثر الفرص في حياتنا و تفكيرنا، فهذا يتوقف على اتجاهنا الذهني، فالفرصة والتجاوب معها يمثلان طريقنا في الحياة وفي التفكير، و يحددان تصرفاتنا، ورغباتنا، وآمالنا وخبرتنا بالحياة ... فالنقطة المهمة إذن هي أن الحظ يتوقف على تنمية التجارب بين الفرصة المتاحة وأنفسنا، والحظ هو مقدار النفع العائد من الفرصة ونصيب الفرد منها، ويطلق على الفرد بأنه شخص محظوظ كناية عن مدى توفيقه في الاستفادة من الفرص التي قدرها له الله عز وجل ووجوده في الوقت المناسب والمكان المناسب ليحقق النجاح.

يقول (روبن)  "إن الناس العاديين يقولون عن الناجحين في العمل والرياضة والعلم إنهم (أناس محظوظون)، ولكن الحقيقة غير ذلك، فالنجاح ليس مظهرا ولا شكلا ولا فطرة موجودة في الأشخاص، ولكنه دائما نتيجة مكتسبة، إن الإنجازات العظيمة ليست قدرا على أحد ولكنها نتيجة للرغبة العارمة والتصميم الحاد."

وكلّ من الفرصة والحظ مقدر من عند لله للإنسان، فيجب على الفرد أن يؤمن بما قدّره الله له من خير وشر، فالإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الراسخة.

هناك اعتقاد خاطئ أن الفرص تأتي مرة واحدة، وهذه من الأخطاء حسب قانون الوفرة، فالفرص من خصائصها أنها مستمرة ومتوفرة دائما، ولكن الأمر يتوقف عليك؛ هل أنت مستعد للفرصة أم لا .. هل تصدها أم لا ... ففي كل يوم تعلن عن وظائف، وفي كل يوم يتوظف الناس، وفي كل يوم يتزوج الناس، لكن لابد من الاستقبال المستمر، فإن ضاعت الفرصة تنقطع عنك وتذهب لغيرك لأنها مستمرة، إلا أن هناك فرص أساسية فى حياة الفرد لا تعوض مرتبطة بعمر الشخص كالشباب والوقت وكيفية استثمارهما فى الخير والمنفعة وطاعة الله .

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي