الفرص 84 فوق 40

الفرص 84 فوق 40

  • الثلاثاء 01 ديسمبر 2025
  • 01:59 PM

الملتقى / شوقي بن سالم باوزير

(البيتان من أبيات الحكمة المشهورة والمختلف في نسبتها لصاحبها؛  فقد نسبا للإمام الشافعي رحمه الله في ديوانه المنسوب إليه (77). وعزاهما صاحب "غرز الخصائص" (303) لأبي الفرج ابن هند. وفي "محاضرات الأدباء" (1/221) دون عزو).
الحياة .. فرص.. وفرصتك الآن هي الحياة لتعمل خيرا لآخرتك

يعمل قانون الوفرة في كل وقت وفي كل مكان. عندما ننظر إلى الطبيعة فبإمكاننا أن نرى بأنها تزدهر وتتكاثر بدون تدخل إنساني مباشر. الطبيعة من حولنا وفيرة وتستمر في العطاء وتوفير كل ما نحتاجه (ولكن عمل الإنسان السيء  وجشعه  في توزيع خيرات الطبيعة هو الذي تسبب في مظاهر عدم الاتزان والفقر)
قانون الوفرة هو ليس بالشيء الذي يستطيع العقل الواعي أن يفهمه تماما، ولكن بإمكاننا استخدام عقلنا الواعي لفهم أساسياته.

إذا نظرنا على سبيل المثال إلى البذرة، فهي مبرمجة على النمو وفقا لخطة محددة (إلهية – سبحان الله). فإذا واجهت البذرة الحجارة في رحلة نموها، فستجد لها طريقا حول الحجارة إلى أن تخترق السطح ويصلها ضوء النهار حتى تكبر لتصبح شجرة قوية بوجود الماء والضوء والتغذية. وهكذا تكون قد حققت رسالتها (هدفها)

ورغم أن مستوى الوعي لدينا كبشر هو أعلى بكثير من مستوى وعي النبات، ما زلنا نعاني من مشاقّ للبلوغ إلى أهدافنا.

هل من الممكن أن يكون السبب هو عدم وجود الهدف من الأساس؟! (سؤال يحتمل النقاش)
جودة وعي الإنسان يحدد ويرتبط بشكل كامل بجودة أفكاره! وهذه الأفكار تلعب دور البذور في مثالنا السابق.
وبالتالي فسيعمل قانون الوفرة على هذه الأفكار تبعا لجودتها. إذا كانت أفكارك أو بذورك تعاني من النقص والمحدودية، فالنقص والمحدودية في الوفرة هو ما ستجده!

تذكر: قانون الوفرة لا يتوقف عن العمل.
المشكلة التي يواجهها غالب الناس هي أنهم في الأغلب يفكرون بالأفكار الإنتاجية المبهجة لمدة دقيقة واحدة: عن بيت جميل يتمنوا أن الحصول عليه على سبيل المثال، وعندما يساعدهم قانون الوفرة على جلب ذلك إلى أرض الواقع، سيبدؤون بالتفكير بالأفكار السلبية، مثال ذلك: "يستحيل علي الحصول على هذا البيت، إن ثمنه غال جداً!" أو ما يطلق عليه بسيناريو "خطوة للأمام وخطوة للخلف". وفي حقيقة الأمر هنالك أناس سلبيون بشدة لدرجة أنهم قد يحققون خطوة واحدة للأمام، وخطوتين للخلف، وكل ذلك بسبب أفكارهم.
هنالك بالطبع طرق سهلة لنقل العقل الواعي إلى وضع أفضل، ومنها أننا في البداية بحاجة إلى أهداف (أو بذور إيجابية) التي بإمكانها رسم الابتسامة على وجوهنا بمجرد تفكيرنا بها. ولكن لا نكتفي هنا بمجرد التفكير بهذه الأهداف الإيجابية، إنما ينبغي علينا أن نفعل شيء حيالها في كل يوم، مهما كانت هذه الأفعال صغيرة.
برين تريسي أحد أشهر المتحدثين والمؤلفين قال فيما يخص قانون الوفرة:  "الناس يصبحون أغنياء فقط لأنهم قرروا أن يصبحوا أغنياء، والفقراء هم كذلك لأنهم لم يقرروا بعد أن يصبحوا أغنياء".
وهنا أود الإشارة إلى أنه ليس من العيب أو الجشع أن نطمح إلى الغنى والكفاية، فالرسول عليه الصلاة والسلام قال: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف". تذكر القيم الإيجابية والمشاريع الهادفة التي يمكنك أن تشارك البشرية بها إن كنت غنيا مطمئنا ذا رسالة نبيلة وراقية في الحياة.
قانون الوفرة: نظرة علمية
لننظر إلى قانون الوفرة عن قرب، ومن منظار علمي. قانون الوفرة يخبرنا أننا نجذب إلى حياتنا ما نركز عليه بتفكيرنا.
الفيزياء التقليدية التي شرحها نيوتن تنص على أن الكون مبني من ذرات متراكبة. وعلى الرغم من أن هذه الذرات مصنوعة أو مخلوقة من جسيمات ذرية أصغر إلا أنها مخلوقة بشكل صلب في الطبيعة. وعلى الرغم من أن هذه الحقائق صحيحة من منظلق فيزيائي علمي إلا أن هنالك الكثير يحتاج إلى الشرح والدراسة. وهنا يأتي دور الفيزياء الكمية.
هنا سأذكر مختصر النظرة العلمية لقانون الوفرة:
أثبت اينشتاين من خلال بحوثه وتجاربه أن الذرات مكونة من جسيمات ذرية صغيرة، وهذ الجسيمات الذرية الصغيرة هي في الأساس عبارة عن "طاقة" خالصة كانت تشع بتردد عالٍ جداً الأمر الذي جعلها تبدو بحالة صلبة. وهنالك عالم آخر في مجال الذريات يدعى توماس يانغ أثبت نظرية تنص على أن هذه الجسيمات الذرية الصغيرة ما هي إلا "موجات" من الطاقة.
فباختصار نجد أن هناك عالمين ناقشوا كون هذه الجسيمات الصغيرة من الطاقة عبارة عن موجات أم جسيمات من الطاقة. وقبل أن أكمل الحديث عن هذه الموضوع، سوف أقوم بذكر نقطة مهمة للغاية: بناءً على الاكتشافين الذين قمنا بطرحهما سابقا، بإمكاننا القول بأن كل شيء حولنا يتكون في الأساس من جزيئات صغيرة من الطاقة. مثال: القمر، مغسلة مطبخك، أنت! الفرق الوحيد هو أن هذه الطاقة "تهتز" وتتردد. والترددات المتقاربة تجذب بعضها البعض لتظهر في النهاية كمادة واحدة متماسكة.
باختصار: كل شيء حولنا له طاقة، ونحن لنا طاقة أيضا!
وهنا يحضرني قوله تعالى في خلق آدم عليه السلام "ونفخت فيه من روحي". فالله عز وجل يخبرنا هنا بأنه نفخ فينا من روحه أي أننا جميعا من روح الله عز وجل، وهذا دليل إعجازي وقاطع على صحة هذه النظرية: كلنا من أصل واحد!
وامتثالا لحقيقة أن كل شيء حولنا هو عبارة عن "طاقة" فإن نظرتنا لجميع الأشياء حولنا ستتغير، فالكرسي الذي في غرفتك طاقة، وطاولة مكتبك طاقة أيضا، وأيضا الفراغ بينهما: طاقة! وهذا يجعلنا نقدر قيمة الاتصال بما حولنا. "الأنا العالية" أو ما يسمى اصطلاحا "الإيجو" هو ما يحيل بيننا وبين هذا الفهم الاتصالي العميق.

وهنا أيضا تحضرني مقولة سيد البشرية محمد عليه السلام حين قال مشيرا إلى جبل أحد "هذا جبل يحبنا ونحبه" في إشارة مباشرة إلى طاقة الحب للجبل، وتبادل هذه الطاقة بين الجبل والبشر.

هناك اعتقاد خاطئ أن الفرص تأتي مرة واحدة، وهذا من الأخطاء بناءً على قانون الوفرة.
فالفرص من خصائصها مستمرة ومتوفرة دائما ولكن الأمر يتوقف عليك هل أنت مستعد للفرصة أم لا .. هل تصدّها أم لا ... ففي كل يوم يعلن عن وظائف، وفي كل يوم يتوظف الناس، في كل يوم يتزوج الناس.. لكن لابد من الاستقبال المستمر فإن أنت صددت الفرصة، فستنقطع عنك وتذهب لغيرك لأنها مستمرة ..

الرسول صلى الله عليه واله سلم قال "أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل "
العامل الدائم حتما يجد فرصة .. الفرق بين الناجح والفاشل هو الاستمرارية؛ وهي
أحد طرق استقبال الفرص .

المصدرhttp://dearmefaith.blogspot.com/2013/01/blog-post_29.html

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي