الملتقى / شوقي بن سالم باوزير
هل تطير الفرص ؟ نعم فتيقظ لها..
تكمن مشكلتنا الحقيقية في غياب هذا مفهوم "التيقظ للفرص"من حياتنا، لا لأنه غير مهم، كلا ! وإنما لأن الدنيا استحوذت على قلوبنا وأفكارنا فلم تبق فيها مجالاً للتأمل في معنى هذا المفهوم. وأدلة هذا أكثر من أن تحصى، ففي قصة الصحابي الجليل عكاشة بن محصن، التي في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : "عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان والنبي ومعه الرهط والنبي وليس معه أحد فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فرجوت أن يكون أمتي فقيل هذا موسى في قومه ثم قيل لي انظر فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل لي انظر هكذا وهكذا فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل: هؤلاء أمتك ومع هؤلاء سبعون ألفا قبلهم يدخلون الجنة بغير حساب هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون، فقام عكاشة بن محصن فقال : ادع الله أن يجعلني منهم . قال " اللهم اجعله منهم". ثم قام رجل فقال : ادع الله أن يجعلني منهم . فقال: سبقك بها عكاشة" .
البعض أمام الفرصة أعمى، والآخر بليد لا يتحرك، والآخر قناص للفرص يتمتع بعين الصقر الناظر من الأفق العالي الذي يرى من بعيد.
من نواميس الكون تفاوت الناس في المراتب والمنازل لتفاوت همتهم ورغباتهم وطموحهم وقدراتهم واختلاف تعاملهم مع فرص في الحياة.
العامل الأكبر في الموقف من الفرص هو رغبة الإنسان من عدمها.. قال الله تعالى : ( إنها لإحدى الكبر. نذيرا للبشر. لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر).
الفرصة تطرق أبواب الجميع .. البعض يكون مستعدا لها.. والبعض لا.. الفرصة هنا لا تموت لكنها تذهب من نصيب من هو متأهب لها .. فتأمل.