الملتقى / أمل منصور المسروريه
سلطنة عمان _ جعلان بني بو حسن
كُلَّما نضجْتُ وكبرتُ وتعرَّفتُ وعُرِّفتُ وفشلتُ وخُذِلتُ ، أدركتُ أنَّ دفاترَ الطيبةِ والنُّخوةِ تبقى دفاتر ، الابتساماتُ الودودةُ كانتْ تُشعِرُنا بالأمانِ والثِّقةِ بصاحبِها ، عبارةُ أبْشِرْ ويرخصلك الغالي تُرخِّي فينا أوْصالًا من الأُنسِ تهيجُ شهقاتِ الحبورِ بداخِلِنا أنَّ قائلَها شهْمٌ ولا نرتجي الفلاحَ إلا منه ، وباتت فينا فضفضةُ الحزنِ والكدرِ ضرورةً نصبُّها في جوفِ من ظننا أنَّهُ يُحبُّنا ويبغي التفريجَ عنا ، ما شككنا يومًا أننا نزرعُ برغبتِنا سهمًا صائبًا قد نُطعنُ بحدَّتِهِ لحظةَ تمكُّنِ من اطلعناهُ موضِعَ ضعفنا أن ينتهِزَ الفُرصةَ فيجرحنا بذنبِ الطيبة التي تغيَّرَ مسماها إلى سذاجة ، لِمَ بلغَ بنا الحالُ أن نجتهدَ بتحجيرِ قلوبنا ؟ ونسعى لتمثيلِ الصدِّ والهجران لمن أساءَ إلينا من غير قصد ، فأضحى هو الآخرُ يُعاملُنا بالمثلِ لأنَّ أُمَّهُ ربَّتهُ على ردِّ الإساءةِ بالإساءةِ ، فما عُدْنا نحتمِلُ مزاحَ بعضنا بعضا ، غابت عن مجالسِنا النخوةُ المُحمديَّة والكرمَ الحاتمي والخُلُقُ النبوي وبيانُ اللسان ، أكادُ أُجزِمُ أننا بتلك الثُّلةِ من الأخلاقِ غدونا غُرباء في أوحالِ الفساد ، منذُ أنْ تلألأ بريقُ أحذيتنا في الرفوفِ ، ودُسَّتْ أغلفةُ مصاحفنا في الحاويات ، ما عُدنا كحياءِ المحصناتِ من المؤمناتِ ولا أنجبناأحفادَ الفاروقِ!!!