الملتقى / شوقي بن سالم باوزير
البيتان من أبيات الحكمة المشهورة والمختلف في نسبتها لصاحبها؛ فقد نسبا للإمام الشافعي رحمه الله في ديوانه المنسوب إليه (77). وعزاهما صاحب "غرز الخصائص" (303) لأبي الفرج ابن هند. وفي "محاضرات الأدباء" (1/221) دون عزو).
الحياة .. فرص.. وفرصتك الآن هي الحياة لتعمل خيرا لآخرتك
اليوم إن شاء الله نبدأ سلسلة (صناديق الفرص) لنكتشف المزيد في عالم الفرص
سؤال كبير.. وللإجابة عليه نقول إنه إذا تشابهت البيئات والأهداف والإمكانات فإنه يمكن استنساخ الفرص مع تهيئتها بشكل متشابه.
وهنا نشير إلى نوعين من استنساخ الفرص:
١- من الناحية الدينية ، فسوف نجد في القرآن والسنة كنوزا من القصص التي يحث فيها على اتباع المثل الصالح. كما أنّ لنا في القرآن الكريم عبرة في قصص من قبلنا، وفي حالات العواقب التي آل إليها بعضهم؛ قال الله تعالى: (وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمنئة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله ...)الآية. وقال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة....)الآية. وجاء في الحديث الشريف (دخلت الجنة امرأة في شربة كلب) ... ، و(دخلت النار امرأة في هرة حبستها)... .
٢- من الناحية الدنيوية: هناك نجاحات كثيرة، على مستوى البشرية، خذ تجربة اليابان مثلاً في النهضة الحديثة، وتجربة ماليزيا، وتجربة مؤسس بنك الفقراء في بنغلاديش. وهناك إنجازات لبعض الدعاة للإسلام، وهناك نقل بعض رجالات التاريخ للحضارات السابقة، وتجاربها لبلادهم وولاياتهم، وجهادهم وغيرها الكثير. إلا أنه يجب التأكد من ملاءمة الفرص قبل استنساخها للعوامل الدينية والاجتماعية والجغرافية، والثقافية، والاقتصادية.
كما يمكن استنساخ الفرص عندما يصنع أصحاب القرار والمال بيئات مشابهة للأجواء التي حدثت بها الفرصة الأولى.. (هذا على مستوى المجتمع). فإذا تشابهت البيئات والأهداف والإمكانات يمكن استنساخ الفرص.
ويعتمد استنساخ الفرص على المستنسخ .. فإن كان بصيرا بالطريق التي يسير عليها المستنسخ فقد بَصُر، وإلا انفلت الأمر من يده وانقلب عليه، وخسر الهدف من الاستنساخ ..
وتبقى الحاجة إلى إبراز نماذج لشخصيات إيجابية متزنة في المجتمع، وطرح الأفكار في المجالات المختلفة؛ كمجال الطب والتجارة والصناعة ..وما شابه.