بقلم / أمل المسروريه
سلطنة عمان __ جعلان بني بو حسن
أحكمْتُ بابَ غُرفتي لأُحدِثَ حواراتٍ ذاتيةٍ بيني وبينَ طيفَهُ الذي يُراودُ مُخيلتي صباحَ مساء ، سألتُهُ عن سرِّ الجمالِ الروحاني الذي يأْسِرُني حينما ألقاهُ ، أعدّتُ السؤالَ ثلاثَ مراتٍ لأُفجَّرَ همًّا فاض الجوى منه فحياءً يكتمُ آهاته ، وفي كُلِّ مرةٍ يُجيبُني بابتسامةٍ تهيجُ مشاعري منهُ اضطراماً ، اقتربْتُ منهُ ودموعُ الشوقِ تنهالُ على وجنتيَّ ، هلَّا أطفأتَ شيئًا من شغفي بك ! ألا يُلفتُك بريقُ عينيَّ حينما ترمقان إليك ! ألم يُحيِّرُكَ صمتي الغير معهود وأنت تتحدثُ مُفصِّلًا عن منهج دراستنا ؟ أشاحَ بوجهِهِ مُبتهِجًا لمَّا رآني باكيةً حائرة ، تخطَّى المسافةَ بيني وبينهُ بدونِ جواب ، وحينَ لحظةِ خروجهِ من غرفتي . سمِعتُ دقاتٍِ تتوالى تطرقُ البابَ : تعالي يا أمي العشاءُ جاهز ، ارتسمتْ ضحكاتٌ في شفتي أن ذاكَ الحوار من وحي خيال ، مسحتُ عبراتي ساخرةً من نفسي كيف نسجت ذاك الحديث، ارتشفتُ الشاي الساخنَ بقناعةٍ أنَّ الحوار الخيالي قد يكونُ ملاذًا لخُلدٍ ضيَّقهُ الهيام ، لا بأس إن نسجْتُ حوارًا مع ذاتي الودودة ، فليس أصدقُ منها في حفظِ السرِّ ونسيانِ الغم ....