الفرص 80 فوق 40

الفرص 80 فوق 40

  • الثلاثاء 01 ديسمبر 2025
  • 01:40 PM

الملتقى / شوقي بن سالم باوزير

 

(البيتان من أبيات الحكمة المشهورة والمختلف في نسبتها لصاحبها؛  فقد نسبا للإمام الشافعي رحمه الله في ديوانه المنسوب إليه (77). وعزاهما صاحب "غرز الخصائص" (303) لأبي الفرج ابن هند. وفي "محاضرات الأدباء" (1/221) دون عزو).

الحياة .. فرص.. وفرصتك الآن هي الحياة لتعمل خيرا لآخرتك

 

كثيراً ما سمعنا ونحن صغارا المقولة التي تقول: "في العمر فرصة واحدة؛ عليك انتهازها وإلا بَكَيْتَ عليها طويلاً"

 

سمعنا هذا كثيرا ممن سبقنا والمتوقع أنهم مروا بتجارب حياتية كثيرة استخلصوا منها هذه النتيجة في هذه المقولة .
لكن قليلاً من جيلنا من يتمثل هذه المقولة
ثم سمعنا مقولة أخرى تالية لها تقول:  "الحياة فرص، والفرص نادرة ولا تتكرر، ومن المهم استثمارها«

 

فالحمد لله أن الفرصة الوحيدة (كما في المقولة الأولى) أصبحت فرص متعددة وسوف تتكرر بإذن الله تعالى (كما في المقولة الثانية)
 ولكننا سنقع فريسة لهاتين المقولتين المتنافرتين وبعبارة أخرى سنقع بين القلق ( كما في المقولة الثانية) وبين الندم (كما في المقولة الأولى)

 

أما القلق فمن الانتظار والخوف من تفويت فرصة العمر المرتقبة والتي يخشى أن يُضَيّعها من دون أن يدري أنها كانت فرصة عمره الثمينة التي لن تعود
وأما الندم فعلى تلك الفرصة الوحيدة التي ضاعت في الماضي ويخشى احتمالية أن لا تتكرر، حينها سيظل الإنسان يبكي عليها ويُرجع كل فشل في حياته إلى تضْييعه تلك الفرصة والتي ستكون مُلَخْصاً عن حياته يَسْرده في كل مناسبة. 
أي سيصبح الإنسان رهيناً لأمرين "القلق من المستقبل" أو "الندم على الماضي"، بينما نَسِيَ ما بينهما من زمن ثمين ألا وهو "الحاضر" الذي فيه يتم تصحيح انحرافات الماضي، وإعادة توجيه البوصلة نحو المستقبل. 
وهنا سؤالان لأصحاب كل مقولة :
الأول: هل من الصواب أن ينْحَصِرَ مفهومنا عن الفرص في تلك المساحة الضَيّفة؟ سؤال ياليت الأجيال السابقة اطلعوا عليه وبحثوا عن إجابته.
 الثاني: كيف لنا أن ننظر لفرص الحياة بعيون جديدة؟
يا ليت أصحاب المقولة المتأخرة يفكرون في إجابته.
وهنا يمكن أن نقترح جوابا للسؤالين معا: هناك في العمر فرصة قد لا تتكرر؛ عليك انتهازها وإلا بَكَيْتَ عليها طويلاً.. وهناك في الحياة فرص نادرة قد لا تتكرر كذلك ، ومن المهم استثمارها .. مع الأخذ بالحسبان  أن الحياة على كل حال مليئة بالفرص.

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي