الملتقى / شوقي بن سالم باوزير
(البيتان من أبيات الحكمة المشهورة والمختلف في نسبتها لصاحبها؛ فقد نسبا للإمام الشافعي رحمه الله في ديوانه المنسوب إليه (77). وعزاهما صاحب "غرز الخصائص" (303) لأبي الفرج ابن هند. وفي "محاضرات الأدباء" (1/221) دون عزو).
الحياة .. فرص.. وفرصتك الآن هي الحياة لتعمل خيرا لآخرتك
يقول الأستاذ فهد الثنيان عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، رئيس لجنة شباب الأعمال، في كتاب (تحويل الفكرة إلى فرصة) للدكتور خالد بن سليمان الراجحي (ص5): "المشروع التجاري يبدأ بفكرة، إلا أن أفكارا كهذه-أيا كانت- غالبا ما تنتهي من حيث بدأت، وقد تتعثر في منتصف الطريق أو عند إحدى منعطفاته مالم يتم بلورتها وتحويلها لفرص عمل ذات جدوى حقيقية".
تحويل الفكرة إلى فرصة يتطلب مزيجًا من الإبداع والتخطيط والعمل الجاد.
إليك خطوات ذلك:
أولا: توليد وتقييم الأفكار:
البحث عن الفكرة: ابحث عن المشاكل أو الاحتياجات في محيطك، وحاول إيجاد حلول مبتكرة لها. استخدم أساليب العصف الذهني، وقراءة المقالات والكتب، والتحدث مع الآخرين لتحفيز التفكير. وبعد توليد مجموعة من الأفكار، قيّمها بناءً على المعايير التالية:
1. هل يمكن تطبيق الفكرة على أرض الواقع؟ هل هناك موارد متاحة؟
2. إذا كانت فكرة تجارية : هل هناك سوق مستهدف؟ هل يمكن تحقيق أرباح؟
3. هل الفكرة جديدة ومبتكرة؟ ما هي الميزة التنافسية؟
4. ما هو الأثر الذي ستحدثه الفكرة على المجتمع أو على المستفيدين؟
ثانيا: دراسة الجدوى:
1. ابحث عن حجم السوق المستهدف، واحتياجات العملاء، والمنافسين، واتجاهات السوق.
2. حدد الموارد المطلوبة لتنفيذ الفكرة (مواد خام، معدات، تكنولوجيا، موارد بشرية).
3. قدر التكاليف والإيرادات المتوقعة، وحلل الجدوى المالية للمشروع.
ثالثا: ضع خطة العمل متبعا الخطوات التالية:
إذا كانت الفكرة تتعلق بمنتج مادي أو برنامج، فأنشئ نموذجًا أوليًا لتجربته واختباره. هذا يساعد على تحسين الفكرة وتحديد المشاكل المحتملة قبل الإنتاج الكامل.
خامسا: مرحلة البحث عن التمويل (إذا لزم الأمر):
1. وظّف الأشخاص المناسبين لتنفيذ المشروع.
2. روّج للمشروع لجذب العملاء. (التسويق فن لا يجيده إلا المتخصصون)
3. ابدأ في تقديم المنتج أو الخدمة للسوق.
سابعا: المتابعة والتقييم والتحسين المستمر:
1. راقب أداء المشروع باستمرار، وقيّم النتائج مقارنة بالأهداف.
2. اجمع ملاحظات العملاء وحاول تحسين المنتج أو الخدمة بناءً عليها.
3. كن مستعدًا للتكيف مع التغيرات في السوق وتعديل استراتيجيتك عند الضرورة.
وأخيرا يجب أن تؤمن بفكرتك وتكون متحمسًا لتحقيقها. و قد تواجه صعوبات وتحديات، لكن المثابرة والإصرار مهمان لتحقيق النجاح. وإياك أن تخاف من ارتكاب الأخطاء، بل تعلم منها وحوّلها إلى فرص للتحسين. واحرص على التواصل مع رواد الأعمال والخبراء في مجال عملك، واستفد من خبراتهم. و كن دائما مستعدًا لتعديل فكرتك أو استراتيجيتك بناءً على الظروف المتغيرة.
تذكر أن تحويل الفكرة إلى فرصة رحلة تتطلب وقتًا وجهدًا، ولكن مع التخطيط السليم والعمل الجاد، يمكنك تحقيق النجاح.