الفرص 61 فوق 40

الفرص 61 فوق 40

  • الثلاثاء 01 ديسمبر 2025
  • 02:07 AM

 

الملتقى / شوقي بن سالم باوزير

 

في نهاية مايو 2006م نسيت إيفانا هاتفها في المقعد الخلفي لسيارة أجرة في مدينة نيويورك. أجرت اتصالات على رقمها بعد ساعات من فقدانه دون جدوى، أرسلت عدة رسائل نصية إلى رقمها، لكن لم يرد عليها أحد. استعانت بزميلها إفان جوتمان لمساعدتها. عرضا 300 دولار على من لديه الجهاز مقابل إعادته إليها، فقيمة الجهاز المعنوية لديها أكبر من المادية. بعد يومين من الرسائل والاتصالات قررت إيفانا أن تقتني جهازا جديدا. هاتفت شركة الاتصالات المشغلة لجوالها؛ لتحويل المعلومات المخزنة في سجلاتها إلى الجهاز الجديد. استجابت الشركة لطلبها. كانت المفاجأة أنها استقبلت بيانات جديدة في جهازها الحديث تعود للشخص الذي يستخدم هاتفها المفقود. فقد تبادل هذا الشخص الرسائل والصور مع آخرين عبر جهازها القديم. توصلت لاسم هذا الشخص وصوره ورسائله وإيميله. الشخص هو شاشا، أمريكية من أصل مكسيكي.

 

أرسلت لها إيفانا رسالة تطلب من خلالها استعادة جهازها. أجابتها شاشا باقتضاب قائلة: “أنت بيضاء حمقاء. لا تستحقين هذا الجهاز. لن يعود إليك مرة أخرى”. رد شاشا لم يرق لإيفانا وزميلها، قررا على الفور إنشاء موقع إلكتروني ينشران عبره قصة الجوال بحثا عن حلول مجدية لاستعادته. يوم 6 يونيو انطلق الموقع فعليا، وضعا فيه القصة وصورة شاشا، تناقل رابط الموقع المتابعون، وتلقت إيفانا في أول يوم رسالة من شخص يدعى لويس يزعم أنه شقيق شاشا ويعمل في الشرطة، وأكد أن أخته اشترت الجهاز من بائع متجول. وطلب من إيفانا أن تنتزع صورة شقيقته من الموقع وتتوقف عن التعريض بها. رسالة أخرى تلقتها في اليوم نفسه من شخص مجهول وفَّر لها عنوان منزل شاشا. مئات الرسائل تدفقت إلى بريدها، آلاف الزيارات سجلها الموقع، وهناك شرطي تطوع لمساعدتها في تسجيل بلاغ رسمي. وعرضت قناة تلفزيونية محلية تقريرا عن الموقع. في يوم 15 يونيو 2006م الشرطة قبضت على شاشا وأعادت الجوال إلى إيفانا.

 

 

موقع (ستولن سايد كيك) الذي أطلقته إيفانا وزميلها صار لاحقا قبلة لكل من سُرق أو أضاع جهاز جواله. أصبحت إيفانا نجمة يتحدث عنها الصحفيون والأكاديميون على حد سواء، وتحولت معاناتها في فقدان جوالها إلى فرصة لثرائها معنويا وماديا.

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي