بقلم الكاتبه / أمل منصور المسروريه
سلطنة عمان __ جعلان بني بو حسن
أيقضني بِلا جُهدٍ الثالثةَ فجرًا ، ما يُدْهِشُني أنني أعي جيدًا وأقعُدُ بلا مقاومةَ سُهادٍ كالتي تنتابني في منامي ،أشعرُ بِارتياحٍ في كل جوارحي ، أَملكُ طاقةً إيجابيةً تسري في صميم فؤادي ، فتتدفقُ دمًا لِتُزْهِرَ عروقَ الحياةِ في أساريري ، ثمةَ عبراتٍ تتزاحمُ في مُقلتي نشوةً وحبورًا ؛ لأن حين اللقاءِ قد حان، عطرُ الطهارةِ أسدلَ ستارَهُ في الأرجاء ، حروفُ السكينة والوقار تجدها مع كل خطوة تخطوها في تلك اللحظات ، أعمدةٌ من الروحانيةِ تحيطُ بمحرابك ، سقفُها سماءٌ ربانية ، وأرضُها خضوعٌ وتذللٌ يسدنُهُ الجبابرةُ لحظةَ هوانِ الأنفس ، فأسجُدُ لكبريائِه وملكوتِه و نظري شاخصٌ في اتجاهٍ لا أدري كُنهِهِ لكنه يجذبني بقوةٍ كسهمٍ أصابَ هدفَهُ ، أما قلبي فأراهُ متعلِّقٌ بخيوطٍ محبوكةٍ من نورٍ لتتشابك بمتنٍ في أفقٍ غيبي ، يتخطى حدودَ الدنيا بالرؤية التي يعتادُها الأنامَ ضُحًى، أُرتلُ آياتَ الباري بتمعنٍ لا يغويني عن معانيه أي لاهٍ ، أُسبِّحُ بأسمائِهِ الحُسنى بروحٍ غارقةٍ في إبداعِ الخالقِ ، تلك هي ساعة الفجر لمن يحظى بها ، إن صادفتَ لقاءها فلا هم ولا كدر يشقيك في يومك ، هو لقاءٌ روحانيٌّ يخصُّ به الرحمنُ عباده الذين اصطفاهم…