هيبة 

هيبة 

  • الثلاثاء 01 نوفمبر 2025
  • 08:19 AM

 

بقلم / أمل منصور المسروريه 
سلطنة عمان __ جعلان بني بو حسن 

 

أهابُ من إجابته القصيرة ، حدَّثتُهُ يومًا وأنا أُسهِبُ في الحديثِ بتفاصيلٍ دقيقةٍ تحكي المشهد كله ، وأبذلُ الوقتَ في التوضيحِ خشيةَ أن تفْلُتَ مني مواقفُ مهمة فأنسى ذكرها ، أتحدثُ وغايتي أن يشاركني المشاعرَ نفسها فيهزُّ رأسهُ موافِقًا أو يقاطعني ليحكي لي عن التجربةِ نفسها لفرطِ ما تفاعلَ معي ، فيجيبني عكسَ ما توقعت  ، كان ردُّهُ البارد بكلماتٍ معدودةٍ تُزيحُ العملقةَ عما أتحدث عنه ، هذا الجوابُ بحدِّ ذاته منعني من سرد الحديثِ نفسه في المرات القادمة ، بل أعادَ الذاكرةَ عندي فاكتفيتُ بالتركيزِ على الخطوطِ العريضةِ فيه ، ألهذا الحد أثَّر جوابه في نفسي !!! المشكلةُ أنني لا أعدُّهُ تعالٍ منه أو اللامبالاة ؛ لأنه أقنعني بألفاظه البسيطة أن الأمرَ لا يستحقُ مساحةً من التفكير فيه ، غرَّني هدوءه الساكن وهو ينصتُ إلي ، فلم أُبقِ فتيلةً من المشاعرِ إلا وبُحتُ بها ، ثم تماديتُ في وصفي لأحكي القصص الماضيةَ المشابهةَ لمثلِ ذاك المشهد ، والآن أصابتني نوبةُ سكونٍ من هيبته ، أعدُكِ يا نفسُ ألا أكرر سرد المشهد نفسه في المرات القادمة ، لقد وعيتُ جيدًا عمَّا سأتحدثُ عنه لاحقًا ، ذاك الهدوءُ والردُ البسيطُ منه لم يكن فطرة ، بل هو محضُ تجاربٍ قاسيةٍ وتياراتٌ من الصراعِ والاختلافِ أوصلتهُ لحد النضجِ ، حقًا حينما يقال أنَّ الأواني الفارغةَ تُحدِثُ ضجيجًا أكثرَ من الأواني الممتلئة…

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي