الملتقى / نجاح هيسان
كطفلة كبيرة لم تترك اللعب، بل تركها اللعب،طفلة لم تسدل الستار على وجهها بل الحزن تكفل بالمهمة.
طفلة لاتعدو كونها فاصلة في أحشاء نَص.
صخب الحزن العابث قد انفرد بها واختلى.
فجأة أمام خسارة، فجأة ملتاعة مكلومة، فجأة تتكئ على الوحدة، لاتكف عن التحديق في سقف كان يحمل صوت صلاة أمها!
كأن جرعة كل صباح، مساء لم تكتف بسفك بتلات عمرها!
تخيلي -يا صديقتي- أن تنحدر الحياة من عينها ،أن تتلقى صفعة مدوية أعادتها لامرأةٍ تقرأ الفناجين.
أي قدر هذا الذي تدلّى وأسرف.
لم يمر يوم إلا وأعادتها الذكرى لخشبة مائلة لاتنتظر إلا أن توضع في مكان ما غير أن حظها العاثر مرة أخرى هو الذي أخطأها وتجاوز.
فبقيت تضع أحمر الشفاة لتخفف وطأة الحِمل والفاجعة.
تضع كحلاً علّها تعيد ترميم نصف جفنها.
فبقيت تتلمس الفرح ولا تجده، تبالغ في صنعه غير أن موقف واحد يُعيدها لخشبة مرة أخرى.
فتكتشف أنها غير صالحة للحياة، هي الآن - الطفلة الكبيرة- التي تتمنى طيف من ودعوها دون تلويحة في انتظار تفشي الموت فتلتقي بنصفها الهارب منها.