الملتقى / شوقي بن سالم باوزير
الحياة .. فرص.. وفرصتك الآن هي الحياة
أحوال الناس في التعامل مع الفرص
أحوال الناس في التعامل مع الفرص (الجزء الثالث)
بعد حلقتين متتاليتين نكمل حديثنا اليوم في هذا الموضوع الهام، فمن أحوال الناس في التعامل مع الفرص:
7 - إساءة التعامل مع الفرصة :
ويمكن إرجاع ذلك إلى انخفاض درجة التفكير فيما حولنا .. يمر على المرء في حياته أشخاص...كتب.. تقارير.. معلومات.. أحداث.. وقائع.. قصص... فهل فكرنا في الفرص الموجودة في هذا الزخم الهائل؟
ويمكن إرجاع ذلك إلى انخفاض درجة التفكير حال حصول تغير في البيئة أو أحد مكوناتها، فمثلا عندما تنتقل من مرحلة دراسية إلى أخرى أو عندما تغير سكنك أو عملك .. فكّر في الفرص الناجمة عن هذا التغير؛ ستجد مجموعة من الفرص لأن طبيعة الكون متجدد ومتغير وهذه سنة الله . فكر في الفرص؛ اجلس مع ذاتك بين فتره وأُخرى، وابحث عن الفرص الجديدة المتناسبة مع قدراتك..
ويمكن إرجاع عدم القدرة على البحث عن الفرص إلى انخفاض مستوى التفكير أو نقص الخبرة في الحياة أو عدم توفر المعلومات وضعف درجة دلالتها؛ ومن الشواهد على ذلك :
أن يرث المرء إرثا كبيرا (فرصة) لكنه لا يحسن استغلال هذه الفرصة واستثمار هذا الإرث فيبعثره يمنة ويسرة فيخسر.
ومن الشواهد: أن يدرك المرء والديه أو أحدهما (الفرصة هنا هي دخول الجنة عن طريقهما كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: خاب وخسر من أدرك والديه أو أحد منهما فلم يدخلاه الجنة..) لكنه لا يحسن استغلال هذه الفرصة فيعقهما أو يغفل عن البر بهما فتفوت عليه هذه الفرصة.
ومن الشواهد: أن يدرك المرء شهر رمضان (فرصة المغفرة، فقد قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) لكنه لا يحسن استغلال هذه الفرصة فلا يتحقق فيه موعود الحديث.
ومن الشواهد كذلك: أن يغفل عن إدراك المرء ليلة القدر (فرصة المغفرة فقد قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) لكنه لا يحسن استغلال هذه الفرصة ليغفر الله له فلا يتحقق فيه موعود الله في الحديث. والشواهد على ذلك كثيرة.
8- حسن التعامل مع الفرصة:
أما ما يتعلق بحسن التعامل مع الفرصة فالشواهد عليه كثيرة ومنها الفرص التي ذكرت آنفا إلا أن أصحابها أحسنوا التعامل معها فاغتنموها فتحققت لهم آمالهم فيها.
9- الإجبار على اغتنام الفرصة:
يحكي أحد مشرفي حلقات التحفيظ في المنطقة الشرقية قصة وقعت له: سافرت من مدينة الدمام إلى عردة (1800كم) بالربع الخالي للإشراف على حلق القرآن هناك؛ التقيت برجل قدم من مصر للتو ليعمل في (عردة)، ولم يكن يتصور البيئة التي قدم إليها للعمل! فأصابه الذهول وأصبحت حاله يرثى لها. تحدثت معه مبينا له أن هذا هو قدر الله عليك، وأنه لا مناص من الاستمرار فيه مهما كانت الظروف. أوضحت له بأنه أمام فرصة عظيمة سانحة؛ ففي هذه البلدة الصغيرة المنقطعة عن الناس تجد الوقت المتسع، فلا مشاغل ولا ارتباطات أسرية أو اجتماعية. قلت له أنت أمام فرصة عظيمة، واقترحت عليه أن يحفظ القرآن.. فكأن الفكرة راقت له وبعد ستة أشهر قابلته مرة ثانية في زيارة أخرى فوجدته في أحسن حال فقد ملأ وقته بقراءة القرآن وحفظه؛ حيث ختم القرآن بحمد الله وقرأه 36 مرة ... إنها الفرصة عندما يكون المرء مجبورا عليها.
للتواصل BAWAZEER8269@GMAIL.COM
إلى اللقاء في فرصة قادمة إن شاء الله