الفرص في الحياة (14 من 40)

الفرص في الحياة (14 من 40)

  • الثلاثاء 01 سبتمبر 2025
  • 12:34 PM

 

الملتقى / شوقي بن سالم باوزير

 

إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها * فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَة ٍ سُكُوْنُ
ولا تغفلْ عنِ الإحْسانِ فيها * فلا تدري السُّكونُ متى يكونُ
(البيتان من أبيات الحكمة المشهورة والمختلف في نسبتها لصاحبها؛  فقد نسبا للإمام الشافعي رحمه الله في ديوانه المنسوب إليه (77). وعزاهما صاحب "غرز الخصائص" (303) لأبي الفرج ابن هند. وفي "محاضرات الأدباء" (1/221) دون عزو).
عندما يُجبر المرء على اغتنام الفرصة إجبارًا :
أحيانا تمر بالإنسان أوقات أو ظروف أو مناسبات يكون لديه من الوقت الفارغ الشيء الكثير، فلا أشغال ولا أعمال ولا ذهاب ولا إياب ولا ارتباطات ولا مواعيد ولا ...
ومن ذلك مثلا المريض الذي يضطر للبقاء في المشفى مدة ما للعلاج..  فهو يمضي يومه على السرير الأبيض .. دون أدنى التزامات أو أعمال.. إنها فرصة سانحة قد أجبر عليها بما قدر الله عليه من المكث في المشفى فليغتنمها قراءة أو حفظا أو كتابة وتأليفا أو...
ومن ذلك قصتنا اليوم:
يقبل أكثر من عشر سنوات حدثني أحد مشرفي حلقات التحفيظ في المنطقة الشرقية فقال : سافرت من مدينة الدمام  إلى عردة (1800كم)  بالربع الخالي، وهجرة عردة من هجر الربع الخالي التي تتبع محافظة الاحساء وتبعد عنها نحو 1400 كيلو متر وتقع هجرة عردة على أطراف صحراء الربع الخالي وتبعد عن حدود المملكة مع سلطنة عمان الشقيقة نحو 25 كيلو مترا فقط. يقول سافرت  للإشراف على حلق القرآن هناك ؛ فالتقيت برجل كان قد قدم من مصر حديثا ليعمل معلما في (عردة) ، ولم يكن يتصور البيئة التي قدم إليها للعمل, فأصابه الذهول, وأصبحت حاله يُرثى لها؛ فقد قدم من القاهرة تلك المدينة النابضة بالحياة ليلا ونهارا. يقول:  تحدثت مع ه>ا المعلم مبينًا له أن هذا هو قدر الله عليك، وأنه لا مناص من الاستمرار فيه مهما كانت الظروف. وأوضحت له بأنه أمام فرصة عظيمة سانحة ؛ ففي هذه البلدة الصغيرة المنقطعة عن الناس تجد الوقتَ المتسعَ؛ فلا مشاغل ولا ارتباطات أسرية أو اجتماعية ولا ذهاب ولا إياب..
 قلت له: أنت أمام فرصة عظيمة، واقترحت عليه أن يحفظ القرآن, فكأن الفكرة راقت له, وبعد ستة أشهر عدت إلى عردة وقابلته مرة ثانية في زيارة أخرى فوجدته في أحسن حال؛ فقد ملأ وقته بقراءة القرآن وحفظه؛ حيث أصبح معلما في حلقة المسجد، و يؤم المصلين فيه، وحفظ جزء كبيرا من كتاب الله، بل ختم القرآن بحمد الله 36 مرة ... فهنيئا له. 
 إنها الفرصة عندما يكون المرء مجبورًا عليها.


ماذا لديكم من قصص واقعية في اغتنام الفرص؟
للتواصل BAWAZEER8269@GMAIL.COM 


إلى اللقاء في فرصة قادمة إن شاء الله

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي