الزائدة (30)  رجل وأربعون امرأة

الزائدة (30)  رجل وأربعون امرأة

  • الثلاثاء 01 سبتمبر 2025
  • 03:08 PM

الملتقى / شوقي بن سالم باوزير

بحر الأربعين الزاخر

تحصل أمور كثيرة عجيبة في آخر الزمان ( علامات القيامة الصغرى)، وتزداد قوتها وغرابتها كلما اقترب وقت قيام الساعة؛ فمن ذلك ما رواه الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  ( لَيَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمَانٌ يَطُوفُ الرَّجُلُ فِيهِ، بالصَّدَقَةِ مِنَ الذَّهَبِ، ثُمَّ لا يَجِدُ أَحَدًا يَأْخُذُهَا منه، ويُرَى الرَّجُلُ الوَاحِدُ يَتْبَعُهُ أَرْبَعُونَ امْرَأَةً يَلُذْنَ به، مِن قِلَّةِ الرِّجَالِ وكَثْرَةِ النِّسَاءِ( رواه البخاري   1414 )
في هذا الحديث نرى كيف أنّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يحُثُّ أصحابَه على المُسارَعةِ إلى الخَيراتِ، ومِن ذلك المُسارَعةُ بإخراجِ الزَّكاةِ والصَّدَقاتِ إلى مُستحِقِّيها.

وفي هذا الحديثِ أيضا  يُبيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه سيأتي على النَّاس زَمانٌ، ويكونُ ذلك قُربَ قيامِ السَّاعةِ كما في الصَّحيحَينِ مِن حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه، وهو مِن علاماتِها الصُّغرى، وقيل: هو زمانُ المَهْديِّ ونُزولِ عيسى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، يَطُوفُ الرَّجُلُ بزَكاتِه مِن الذَّهَبِ، ويَبحَثُ عمَّن يُعطيها له، ثمَّ لا يَجِدُ أحدًا فقيرًا يأخُذُها منه؛ لأنَّ النَّاسَ صاروا أغنياءَ ومعهم المالُ، وقيل: يَصيرُ الناسُ راغِبينَ في الآخِرةِ، تارِكينَ الدُّنيا، ويَقنَعون بقُوتِ يَومٍ، ولا يَدَّخِرون المالَ.

وقيل: هذا الكلامُ خرَجَ مخرَجَ التَّهديدِ على تأخيرِ الصَّدقةِ، وهذا التَّهديدُ مَصروفٌ لِمَن أخَّرها عن مُستحِقِّها وماطَلَه بها حتَّى استغنى ذلك الفقيرُ المستحِقُّ، فغِنى الفقيرِ لا يُخلِّصُ ذِمَّةِ الغنيِّ المُماطِلِ في وقتِ الحاجةِ.

ثمَّ أخبَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه في ذلك الزمانِ يُرَى الرجُلُ الواحدُ يتبَعُه أربعون امرأةً يَلُذْن به، أي: يَلتجِئْنَ إليه ويَتبَعْنَه مِن زَوجاتٍ وخدَمٍ وقريباتٍ، أو يَعرِضْنَ عليه الزَّواجَ منهنَّ، أو يَلْجَأْنَ إليه ليَقومَ بحَوائجِهنَّ، ويَذُبَّ عنهُنَّ، كقَبيلةٍ بَقِيَ مِن رجالِها واحدٌ فقط، وبَقيَتْ نِساؤُها فيَلُذْنَ بذلك الرجُلِ. ويَحتمِلُ أن يُرادَ بالعددِ المذكورِ حقيقتُه، أو يكونَ مجازًا عن الكثرةِ؛ لِما في الصَّحيحَينِ مِن حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «حتَّى يكونَ لخَمسينَ امرأةً قَيِّمٌ واحدٌ».

وفي الحديثِ: 
1.    التَّحذيرُ مِن التَّسويفِ في إخراجِ الزَّكاةِ؛ لأنَّه قد يكونُ التَّأخيرُ سببًا في عدَمِ وُجودِ مَن يَقْبَلُها.
2.     علامةٌ مِن علاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
3.    الحض على التبكير في إخراج الصدقات. 
4.    الإشارة إلى كثرة المال بين يدي الناس حتى لا يوجد من يأخذه في آخر الزمان. 
5.    الإشارة إلى كثرة الحروب والقتل في آخر الزمان مما يؤدي إلى قتل الرجال فيقلون ويكثر النساء.

و سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى عن كثرة النساء على الرجال في آخر الزمان؟
فقال الشيخ  : كذلك كثرة النساء، هذا والله أعلم من أسباب كثرة الحروب والفتن، يقتل الرجال ويكثر النساء حتى يلوذ بالرجل الواحد الخمسون والأربعون من النساء لقلة الأولياء وكثرة النساء، وهذا والله أعلم بسبب الحروب التي تقع في كثير من البلدان وكثير من الأوقات.
وسئل هل هنّ إماء أم زوجات؟
فأجاب الشيخ: يلذن به ما عندهن من يتولاهن، يعني يلذن به ليحميهن ويحسن إليهن.
وسئل كذلك هل هن زوجات؟
فأجاب الشيخ: لا ما هن بزوجات، يحسن إليهن.

والآن ماذا لديكم حول الأربعين؟
للتواصل: BAWAZEER8269@GMAIL.COM

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي