الملتقى / شوقي بن سالم باوزير
وما أدراك ما فضل؟
وما أدراك ما فضيلة؟
دعونا قبل أن ندخل في موضوعنا عن فضل وفضيلة أن نتعرف على تعريف الفضل:
الفضل في الاصطلاح الشرعي: إحسان بلا مقابل . ومن شواهده قوله تَعَالَى {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم}[النور:22]
أما المعنى الاصطلاحي فهو: ابْتِداءُ الإِحْسانِ إلى الآخرينَ دون مُقابِلٍ.
والمعنى اللغوي: الفَضْلُ: الشَّرَفُ والخَيْرُ، ورَجُلٌ فاضِلٌ: ذُو شَرَفٍ وَخَيْرٍ. والإِفْضالُ: الإِحْسانُ. والفَضائِلُ: خِصالُ الخَيْرِ. وأَصْلُ الفَضْلِ: الزِّيادَةُ في الشَّيْءِ، سَواءً كان مَحْمودًا أو مَذْمومًا، واسْتِعْمالُهُ في المَحْمودِ أَكْثَرُ، يُقال: فَضَلَ الشَّيْءُ فَضْلًا، أي: زادَ، وضِدُّه: النَّقْصُ. ويأْتي الفَضْلُ بِمعنى بَقِيَّةِ الشَّيْءِ، والإِحْسانِ. والجَمْعُ: أَفْضالٌ.
وباختصار: الفَضْلُ: الشَّرَفُ والخَيْرُ، ورَجُلٌ فاضِلٌ: ذُو شَرَفٍ وَخَيْرٍ. والفَضائِلُ: خِصالُ الخَيْرِ. وأَصْلُ الفَضْلِ: الزِّيادَةُ في الشَّيْءِ، سَواءً كان مَحْمودًا أو مَذْمومًا، واسْتِعْمالُهُ في المَحْمودِ أَكْثَرُ.
نأتي الآن إلى موضوعنا ( فضل وفضيلة)
الموت حق .. يقول ربنا عز شأنه :( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) [آل عمران:185]
توفي فضل في يوم جمعة،،، وتوفيت فضيلة في الجمعة التالية.
لقد فقدنا فضل وفضيلة في أسبوع – رحمهما الله-
فمن هو فضل؟
ومن هي فضيلة؟
فضل ( أبو خالد) : أعرفه ولا يعرفني، ورأيته ولم يرني، وسمعت عنه، ولم يسمع عني، وعشت معه ولم يعش معي..
دخل المستشفى لعارض بسيط، ثم خرج، ثم عاود الدخول، ثم نقل من مستشفى إلى آخر، بين غرفة عناية وأخرى اعتيادية، وكان مكوثه في العناية أغلب أيامه.
خلال أربعة أشهر من ملازمة السرير في اللاوعي .. كان محبوه يسألون عنه، يستقصون أخباره عن طريق أخيه (خالد)؛ الأهل والأقارب والأصدقاء وزملاء العمل في الشركة بدء من رئيسها إلى أبسط واحد فيها.. ويمطرونه بالدعوات الطيبات(اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما)..
كان مرضه مفاجئا، ليس ذلك فقط بل غريبا ( مرض نادر جدا!!) ..
كان فضل رمز في بيته، في عمله، مع أهله، مع أصحابه، مع جيرانه، مع الجميع..
في يوم الجمعة الخامس من شهر صفر 1446هـ الموافق 9/8/2024م توفي فضل بن سعد الشمري رحمه الله
لم تنه القصة بعد
فعند الصلاة عليه، وعند الدفن كان الأمر عظيما .. امتلأ المسجد حين الصلاة عليه، وامتلأت المقبرة حين الدفن.. والناس في ذهول ( رحل فضل .. رحل فضل) مؤمنين بقضاء الله وقدره ، مرددين ( إنا لله وإنا إليه راجعون) .. هذا يعزي هذا ، وذاك يواسي آخر.. وبينهم إخوانه وأشقاؤه، وبينهم ابنه ( خالد) الصابر المحتسب وهو على أبواب المرحلة الثانوية.
وختاما كان (فضل) ( أبو خالد) له من اسمه نصيب.
**
أما فضيلة ( أم وليد) بنت محمد الخضر : أعرفها وأعلم من أحوالها وعلومها الطيبة من زوجها أبي وليد.. امرأة كبيرة في السن، من أهل الصلاة والصيام والبر والصلة.. تسأل عني زوجها، ما أخبار أبو فلا، سلم عليه،. كانت تستمع إلى خطبة الجمعة كل أسبوع، بجوار بيتهم، تفتج النافذة وتستمع، امرأة ذات روحانية عالية، تحب القاصي والداني، تسأل عن القريب والبعيد، من عرفها من الجارات عرف أنها مثال في التواصل والسؤال، تزور جاراتها –رغم ما في ركبتيها من الآم، وتعب وجهد، حتى جاراتها البعيدات تذهب إليهن في حيها القديم حيث كانوا يسكنون قديما.. تزورهم وتسأل عنهم وتطمئن عليهم ، يعودون بالذكريات معها إلى الماضي الجميل –كما يقال-
ومما يذكر عنها في بداية حياتها الزوجية أنها كانت تقوم برعاية وخدمة أم زوجها التي كانت تقطن معهم في بيت واحد.. من يطيق هذا يا (أم وليد).. ما هذا الوفاء يا أم وليد!
ومن جمائلها أنها تصنع الطعام وتوزعه على جيرانها.. طوال العام وفي رمضان خاصة، ولا تنس ( الساقو) الذي تخصّ به إمام الجامع.. تصنعه خصيصا له. حتى وهي في شدة التعب .. تصنعه وإلا أرسلت عبارات الاعتذار والأسى والأسف مع زوجها .
عزاء النساء لم يكن عزاء! كان الجميع يتحدث عن طيبتها، ووفائها، وأنها لم تحمل في قلبها حقدا أو حسدا على أحد في حياتها.. رحمك الله يا أم وليد من يطيق ذلك!
إذا قيل (أم وليد) في حي الشاطئ .. فهي هي أم وليد ( فضيلة) لها من اسمها نصيب.. رحمها الله
في يوم الجمعة الثاني عشر من شهر صفر 1446هـ الموافق 8/2024 /16م توفيت ( أم وليد) فضيلة بن محمد الخضر رحمها الله
لم تنه القصة بعد
فعند الصلاة عليها، وعند الدفن كان الأمر عظيما .. امتلأ المسجد حين الصلاة عليها، وامتلأت المقبرة حين دفنها.. جاء الناس من كل مكان وهم في ذهول ( رحلت أم وليد.. رحلت أم وليد) مؤمنين بقضاء الله وقدره ، مرددين ( إنا لله وإنا إليه راجعون) .. هذا يعزي هذا ، وذاك يواسي آخر.. وبينهم زوجها أبو وليد –حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية- وولدها وليد وأقاربها وأرحامها وأصدقاء ومعارف أبي وليد، الصابر المحتسب .
رحم الله أخانا (فضل) وجمعه مع أهله في جنات النعيم توفي يوم الجمعة
ورحم الله أختنا ( فضيلة) وجمعها مع أهلها في جنات النعيم توفيت في الجمعة التالية
جمعتان متتاليتان فقدنا فيهما فضل وفضيلة.. أحسن الله عزاءنا جميعا. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا .. إنا لله وإنا إليه راجعون..