الزائدة (14) أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأربعون بيتا من الشعر

الزائدة (14) أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأربعون بيتا من الشعر

  • الثلاثاء 01 أغسطس 2025
  • 02:13 PM

 

الملتقى / شوقي بن سالم باوزير

 

مازال حديثنا مستمرا عن الأربعين، وما أدراك ما الأربعون

كانت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها تقولعن نفسِها: "الشِّعر منه حسَنٌ ومنه قبيح، خُذْ بالحسن، ودَع القبيح، ولقد رويتُ من شعر كعب بن مالكٍ أشعارًا، منها القصيدة فيها أربعون بيتًا، ودون ذلك". (صحيح الأدب المفرد 665)

 المكانة الأدبيَّة العالية للسيدة عائشة - رضي الله عنها - وثناء الصَّحابة والتابعين وعلماءِ الأمَّة على فصاحتها وبلاغتها:
بلغَتْ أمُّ المؤمنين عائشة من الفصاحة والبيان مبلغًا عظيمًا؛ مِمَّا دفعَ كبار الصحابة إلى الثَّناء عليها، والإعجاب بفصاحتِها وبلاغتِها العالية، لقد كان الشعر مصدرا من مصادر التفقه في الدين لكونه ديوان العرب الذي لا يستغي عنه أهل العلم والاجتهاد، وله دور عظيم في فهم الكتاب والسنة وفي تهذيب النفس وفي التعبير وإيصال المعاني، قال عليه الصلاة والسلام:” إن من الشعر لحكمة”(صحيح ابن ماجه 3038 )

فها هو معاويةُ - رضي الله عنه - يقول: "والله ما سمعتُ قطُّ أبلغَ من عائشة - رضي الله عنها -".
  وقال موسى بن طلحة - وهو أحد تلامذتها -: "ما رأيتُ أحدًا أفصحَ من عائشة - رضي الله عنها -". صحيح الترمذي 3884 
لقد تَميَّزتْ أمُّ المؤمنِينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها بالعِلْمِ والفصاحةِ والفَهْمِ، فكان فَضْلُها على النَّاسِ كفضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطَّعامِ.

وفي هذا الحديثِ يَقولُ موسى بنُ طَلْحَةَ: "ما رأيتُ أحدًا أَفْصَحَ مِنْ عائشةَ"، أي: كان كلامُها واضحًا مُرتَّبًا جميلَ العبارةِ يُفْهِمُ مِنْ يَسْمِعُهُ، والفصيحُ: المُنْطَلِقُ اللِّسانِ في القولِ الذي يَعْرِفُ جَيِّدَ الكلامِ مِنْ رَديئهِ؛ وذلك أنَّها رضِيَ اللهُ عنها كانتْ ذاتَ عَقْلٍ وعِلْمٍ وَفِقْهٍ، فكانت تَعْرِفُ كلامَ العربِ وأشعارَهُم، مع عِلْمِها بسُنَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وَفِقْهِها في الدِّينِ، فكانتْ تُفْصِحُ وتُبينُ وتُجلِّي المسائلَ والأمورَ، حتَّى تَظْهرَ وتَتَّضِحَ ويَزولَ عنها الغموضُ.

ودخل معاوية عليها فكلمها، فلما قام معاوية اتكأ على يد مولاها ذكوان فقال: والله ما سمعت قط أبلغ من عائشة ليس رسول الله ﷺ. (سير أعلام النبلاء 3/457)
 وعندما قيل لعروة بن الزُّبير: "ما أرواك"،(أي: تعجّب لكثرة روايته للشعر، قال ابن أبي الزناد: "ما رأيت أحدًا أروى للشعر من عروة".)  فقال عروة بن الزبير: "ما روايتي في رواية عائشة؟ ما كان يَنْزل بها شيءٌ إلا أنشدَتْ فيه شعرًا".(الاستيعاب 4/1883)

 وقال المقداد بن الأسود - رضي الله عنه -: ما كنتُ أعلم أحدًا من أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أعلمَ بشِعر ولا فَريضةٍ من عائشةَ - رضي الله عنها -".
   وكان الشَّعبيُّ يَذْكرها، فيتعجَّبُ من فقهها وعلمها، ثمَّ يقول: ما ظنُّكم بأدب النبوَّة؟!
   قال ابن عبدالبرِّ: "كانت وحيدةَ عصرِها في ثلاثة علوم: علم الفقه، وعلم الطِّب، وعلم الشِّعر".
وقال محمد بن عمر: ربما روت عائشة القصيدة ستين بيتًا والمائة بيت. الطبقة ( الكبرى 8/58)
وقالت عائشة رضي الله عنها: “رويت للبيد نحوا من ألف بيت” (سير أعلام النبلاء 2/ 140)
وكانت تحث وترغب تلاميذها على تهذيب ألسنة أولادهم بالشعر فتقول: “روُّوا أولادَكم الشعرَ تعذُب ألسنتهم” ( العقد الفريد 6/124)
لقد بلغت أم المؤمنين الغاية القصوى في التمكن من علم اللغة والأدب والشعر فأصبحت من فصحاء العرب. 
قال الذهبي عنها: ولها حظٌ وافرٌ من الفصاحة والبلاغة مع ما لها من المناقب رضي الله عنها. ( تاريخ الإسلام 2/507)
وقد تواترت أقوال الناس بذكر روعة بيان وفصاحة أمنا عائشة رضي الله عنها مع سلاسة الألفاظ وثراء المعاني، حتى قال الأحنف بن قيس: “سمعت خطب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، والخلفاء إلى يومي هذا، فما سمعت من فم مخلوق أفخم ولا أحسن من فم عائشة ”.( مستدرك الحاكم 6732)
رضي الله عن أمنا عائشة بنت أبي بكر زوج النبي صلى الله عليه وسلم


للتواصل BAWAZEER8269@GMAIL.COM

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي