الملتقى / شوقي سالم باوزير
انتهينا من أربعين محطة عن الأربعين سابقا.. وربما ظهر لأحدنا شيء من أسرار هذا ( 40)!!!!
ونكمل في هذه الزوائد عن الأربعين فوق المحطات الأربعين
مدينة الدمام مدينة جميلة هادئة .. وفيها يقع حينا الجميل ( حي الشاطئ) الذي يمتد حوله كورنيش جميل محيطا به من ثلاث جهات، فهو حي كاللسان داخل الخليج العربي. .ومن العادات الجميلة في الحي، كما هو شأن الأحياء كلها في مملكتنا الحبيبة التقاء الجيران والأقارب كل أسبوع يتواصلون ويتزاورون فيما بينهم.
كان –ومازال بحمد الله- من عادتنا كل يوم سبت بعد العشاء أن نلتقي في مجلس العم محمد بن علي الماجد –حفظه الله- وهو رجل دمث الأخلاق، طيب المعشر، حلو الكلام، يرحب بالصغير قبل الكبير، ويعاتب من لم يره في المرات الماضية عتاب محبة وود، بل ويسأل عن الآخرين من الأقرباء والأصحاب لماذا لم يأتوا فهو في شوق إليهم، محملا القادم تبليغ سلامه ودعواته لمن لم يحضر.
وبين وقت وآخر يشرف المجلس العم أحمد بن علي الماجد ( الأخ الأكبر للعم محمد) .
وكان المجلس لا يخلو من الفوائد الجميلة.. فهناك الذكريات الجميلة التي تشم منها عبق الإحساء، بيوتها القديمة وحاراتها الهادئة وأحاديث أهلها وأحداثهم. وهناك الطرائف التي تدخل السرور على النفوس، ولا يخلو المجلس من فائدة يخرج بها الزائر ولا بد.
في هذا المجلس العامر يأتي الأصدقاء من قريب وبعيد يسلمون ويتبادلون أطراف الحديث ، العجيب أنّ الذين يأتون ليسوا أقارب بالضرورة؛ إنما أقارب وأصدقاء ومعارف وجيران، بل إن بعضهم يحضر ومعه أولاده حتى يتشربوا هذه العادات الجميلة ويسمعوا مجالس الرجال ويطلعوا على تاريخ السابقين الذين ربما لم يكونوا حينها قد خرجوا إلى الحياة.
ما دخل هذا المجلس الآن بالأربعين؟؟
في آخر زيارة لمجلس العم ( أبو علي) ذكر أحدهم قصة لها علاقة بموضوعنا القديم الجديد (سر الأربعين)!!
حيث ذكر أن فلانا من الناس من أهل الأحساء كان لديه مزارع من الجالية الهندية يطلق عليه (المستشار الزراعي) نظرا لخبرته الطويلة في شؤون الزراعة؛ فكان المزارعون يستشيرونه ويأخذون برأيه.. هذا المزارع قدم من الهند وعمره ثمانية عشر سنة ليعمل في مزرعة صاحبنا في الأحساء..
لم تنته القصة!! ما علاقته بموضوعنا ( الأربعون)؟
في الأيام القليلة الماضية أكمل هذا المزارع أربعين سنة في الخدمة، وأقام صاحب المزرعة له حفل توديع حيث بلغ الثامنة والخمسين من العمر. كان حفلا رائعا.. ينم عن أخلاق أهل الأحساء الكرام ووفائهم لمن يعمل معهم وتحت أيديهم.
نعم أمضى أربعين سنة هناك في الأحساء .. بعدها فضّل العودة إلى بلاده ليكما حياته هناك.
كانت هذه هي الحصة الأخيرة في هذا المجلس التي يحلو للبعض تسميتها..
....
فماذا يا ترى دار في خلدك الآن عن الأربعين؟
وهل لديك قصة أو واقعة مررت بها لها علاقة بهذا الرقم العجيب؟
يسعدني أن أسمعها
للتواصل: BAWAZEER8269@GMAIL.COM