الملتقى / شوقي سالم باوزير
ورد العدد 40 في رواية علي بابا والــ 40 حرامي الشهيرة، ومن تلك القصص على سبيل المثال : استنكر أحد الأطباء على الملك إطلاق لقب (الطبيب الأول) على سقراط، وادعى أنه أفهم منه. قال الملك لسقراط: إن هذا الطبيب يدعي أنه أعلم منك ، وبالتالي أنه يستحق اللقب.
قال سقراط: إذا أثبت ذلك فإن اللقب سيكون من نصيبه.
قال الملك لسقراط: كيف تشخـّص المرض؟
أجاب سقراط: أيها الملك ، سل الطبيب عن ذلك فإنه أدرى بالدليل.
قال الطبيب: أنا أسقيه سم، وهو يسقيني سم ، ومن لا يستطيع اخراج السم من جسده و يموت فهو الخاسر.
قبل سقراط هذا النوع من التحكيم، وحدد يوم النزال بعد 40 يوماً .. انهمك الطبيب في تحضير الدواء السام ، في حين استدعى سقراط ثلاثة أشخاص وأمرهم أن يسكبوا الماء في مدق ، وأن يدقوه بقوة واستمرار ، وكان الطبيب يسمع صوت الدق بحكم جواره لبيت سقراط.
وفي يوم الــ 40 حضر الاثنان بلاط الملك ... سأل سقراط من الطبيب : من يشرب السم اولاً؟
قال الطبيب: أنت يا سقراط.
وأعطى الطبيب مقداراً من السم ، وبعد أن ابتلع سقراط السموم تناول ما يزيلها ، فأخذت الحمى مأخذاً من سقراط وعرق كثيراً واصفر لونه ، ولكن بعد ساعة قد أخرج السم من جسده.
توجه سقراط إلى الطبيب قائلاً: أمـّا أنا لن أسقيك السم لأن شفائي دليل على أعلميتي.
أصر الطبيب على أن يشرب السم ، وفي وسط إلحاح الحضور بما فيهم الملك على سقراط ؛ أخرج قنينة ، وسكب نصف ما فيها في إناء ، وأعطى سقراط القنينة للطبيب... تناول الطبيب ما في القنينة، وبعد لحظات هوى صريعاً إلى الأرض.
توجـّه سقراط إلى الحضور ، وقال: كنت أخاف ذلك عندما امتنعت من إعطاءه.
ثم توجه إلى الملك وقال: إن الذي شربه الطبيب لم يكن سماً ، وإنما كان ماء عذباً، والدليل على ذلك أنني سأشرب وأنتم ستشربون.
وعندما سئـل عن سبب موت الطبيب ، أجاب سقراط : إنه هوى صريعاً لإيحائه النفسي حيث كان يعتقد أن ما تناوله سم ، خصوصاً بعد أن سمع طيلة 40 يوماً أصوات الدق.
وللحديث بقية إن شاء الله
ماذا لديك عن سر الأربعين؟ للتواصل: BAWAZEER8269@GMAIL.COM