الملتقى / شوقي سالم باوزير
وقبل أن نصل إلى محطة الأربعين .. نمر اليوم بمحطة مراحل خلق الإنسان في بطن أمه والدعاء المستحب لمن بلغ 40 سنة
قال صلى الله عليه وسلم : (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه 40 يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) رواه البخاري ومسلم
وهنا مسألة في حكم إسقاط الجنين قبل الــ 40 لئلا يتوالى الحمل على المرأة: جاء في قرار مجلس هيئة كبار العلماء :
"1- لا يجوز إسقاط الحمل في مختلف مراحله إلا لمبرر شرعي وفي حدود ضيقة جداً .
2- إذا كان الحمل في الطور الأول ، وهي مدة الــ 40 يوماً وكان في إسقاطه مصلحة شرعية أو دفع ضرر جاز إسقاطه . أما إسقاطه في هذه المدة خشية المشقّة في تربية الأولاد ، أو خوفاً من العجز عن تكاليف معيشتهم وتعليمهم أو من أجل مستقبلهم ، أو اكتفاء بما لدى الزوجين من الأولاد فغير جائز".
و يا ترى ماذا على المرء إذا بلغ الــ 40 ؟ وبماذا يهتم ؟ وما هو الدعاء الواجب ذكره عندما يبلغ الإنسان 40 عاما؟
يقول الله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ 40 سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ [الأحقاف:15، 16]. قال ابن كثير في تفسير هذه الآيات : هذا فيه إرشاد لمن بلغ الــ 40 أن يجدد التوبة والإنابة إلى الله عز وجل ويعزم عليها. ولكن ليس في هذا ما يفيد وجوب هذا الذكر.
وقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا يوجد دعاء واجب إلا دعاء طلب الهداية الذي نقرؤه في الفاتحة في كل ركعة. وقال الشوكاني في تفسيره: في هذه الآية دليل على أنه ينبغي لمن بلغ عمره 40 سنة أن يستكثر من هذه الدعوات (رَبِّنا أَوْزِعْنِا أَنْ نشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّنا وَعَلَى وَالِدَيَّنا وَأَنْ نعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِنا فِي ذُرِّيَّتِينا إِنِّا تُبْناُ إِلَيْكَ وَإِنِّا مِنَ الْمُسْلِمِينَ *).
وللحديث بقية إن شاء الله
فبعد هذا .. ماذا لديك عن سر الأربعين؟ للتواصل: BAWAZEER8269@GMAIL.COM