هل في الأربعين سر؟ ... (36)  مفاجأة الــ 40

هل في الأربعين سر؟ ... (36)  مفاجأة الــ 40

  • الثلاثاء 01 يوليو 2025
  • 06:11 PM

 

الملتقى / شوقي سالم باوزير

 

هل أنت/ أنتِ مستعد /مستعدة لمفاجأة الأربعين: يقول أحدهم في زحمة الحياة فجأة وجدت نفسي في الــ 40  من العمر .. ثم الخامسة والــ 40  ثم قربت الخمسين  !! كان عمري في (٤٠ ) ثم (٤٥) ثم قربت (٥٠) بدأت أشعر بالخوف قبل أن أصل إلى (٦٠)  . هذه الأرقام لم أسمع عنها سابقًا  .. بدأت أشعر بالخوف قبل أن أصل إلى الستين  ..  ولاحظت أن الباعة يقولون لي ( يا عم .. ياحاج ) والاولاد يقولون : (ياعم) .. ثم  صار الشباب في المحلات يعطونني كرسيًا كي أجلس  !! وإذا سلم علي أحد منهم يسارع في تقبيل رأسي!  كانت لحظات قاسية ومروعة ،، تقدّم العمر في بلاد العرب .

 ولكن المفاجأة كانت عندما تذكّرت  مقالات  قد قرأتها وتمعنت في سيرة أفضل الخلق رسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم حيث بدأ الوحي ينزل عليه في الــ 40 ، وحارب الكفار في الخمسين من العمر حتى اخر عمره  .. والسيدة خديجة كانت في عز قوتها وهي في سن الــ 40  حيث أنجبت أولادها وبناتها في هذه المرحلة من العمر ... وقرأت كتباً عن الشعوب في كل من أوروبا وأمريكا وبلاد  الغرب  .. لاحظت أنهم ينتظرون بفارغ  الصبر هذه المرحلة من العمر ويسمونها (senior ) وهي مرحلة الشباب الأخرى  ..  والتي تبدأ بعد عمر الستين  .. أي بعد أن يكبر الأولاد ولم يبق عندهم مسؤوليات كبيرة .. فتبدأ هذه المرحلة من حياتهم  بالرحلات الماتعة والسفر والنزهات  ضمن مجموعات  .. بمعنى أن الحياة تبدأ من أعمارنا في هذا العمر ولكن بروح وصيغة أجمل من الأولى، وأنضج وأوسع في متعة الاكتشافات  ولذلك هم ينضجون ولا يكبرون  !

أما الكثير منا اليوم-إلا من رحم الله- يستسلم للنهاية ويقول : الستين تحتاج سكين  
 أي أننا نمد رقابنا لسكين الوقت  .. عساها تذبحنا وننتهي قبل أن نصبح عالة على أولادنا ... فاستنتجت في حياتي  : أن العمر هو عبارة عن عداد للأيام فقط  .. وأن العمر الحقيقي هو أن يبقى قلبك شابا وروحك متقدة ... وأن سر العبقرية يكمن في أن تحمل روح الطفولة إلى الشيخوخة ... كي لا تفقد الحماس أبدًا ...  ولا يهم كيف يراك الآخرون  ... المهم كيف ترى نفسك !

تحية لكل من تجاوز  الــ 40  .. الخمسين .. الستين .. هناك مثل فرنسي يقول  :  عمر الرجل كما يشعر  .. وعمر المرأة  كما تبدو  !! إذن أنتَ يا رجل وأنتِ يا امرأة سيّدا الموقف . بيدكما سحر الشعور بالرضى والسعادة في دنياكما ، والسعادة الأبدية في رضى الله عنكما في آخرتكما . لذلك من وصل لهذا العمر أنت في بداية طور جديد من أطوار الشباب والقوة والإنجاز .. ولكن بمنظار جديد يلائم  ما خلقنا لأجله .. منظار يقودك لمزيد من تقوية صلتك بخالقك. لذلك ابدأ بحفظ القرآن لأنك في قمة شبابك واجتماع قدراتك...حافظ على السنن الراتبة...صم ثلاثة أيام ... اجعل لك خلوة في جوف الليل بربك... ضع لك بصمة في دروب الخير ليبقى اسمك وترك أثرا ليحيى ذكرك .  

وتذكر أنه لا شيء يستحق الحزن والندم في حياتك ، سوى تقصيرك في جنب الله ﷻ  وافرح أنك بقيت على قيد الحياة يومًا واحدًا ؛ ففي هذا اليوم تزرع حسنات، وتؤدي صلوات، وتقدم صدقات، فأنت الرابح الفائز فاغتنم كل دقيقة فإنها لن تعود . إنّ يوم التغابن ..أشد الناس ندماً في الآخرة هم المهدِرون لأعمارهم حتى وإن دخلوا الجنة.!! بين الدرجة والدرجة في الجنة قراءة آية، او تسبيحة أو تحميدة أو تهليلة والمتاجرة مع الله لا حدود لها فالله الله في حفظ ما تبقى من أعمارنا…

وفي الختام هذه وصية لي ولكم لنغتنم اعمارنا .. قال صلى الله عليه وسلم :" خَيْرُ النَّاسِ مَن طالَ عمُرُه وَحَسُنَ عملُه "  .

وللحديث بقية إن شاء الله
ماذا لديك عن سر الأربعين؟ للتواصل: BAWAZEER8269@GMAIL.COM

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي