هل في الأربعين سرٌّ؟ (26)

هل في الأربعين سرٌّ؟ (26)

  • الثلاثاء 01 يوليو 2025
  • 01:13 PM

 

الملتقى / شوقي سالم باوزير


(المرأة والأربعون)

قلت سابقا : "لا يمكن أن نسبغ على العدد ( أربعين) بعدًا دينيا بأي حال من الأحوال .. ولكن العدد ( أربعين) يشكل ظاهرة ما؛ الله أعلم بمراده منها" .

وهذه هي المرة (26) التي نتجول فيها في رياض الأربعين.. وذلك بالحديث عن المرأة والأربعين..
للمرأة نصيبها الوافر من هذا العدد (40) ومن ذلك :

1- النفساء :
 قال الترمذي رحمه الله : "و َقَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ عَلَى أَنَّ النُّفَسَاءَ تَدَعُ الصَّلاةَ 40 يَوْمًا إِلا أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنَّهَا تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي“. وعن أمِّ سلمةَ كانتِ النُّفساءُ على عهدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ تقعدُ بعدَ نفاسِها 40 يومًا أو 40 ليلةً وكنَّا نطلي على وجوهِنا الوَرْسَ تعني منَ الكَلَفِ. صحيح أبي داود.   وإذا طهرت النفساء قبل الــ 40  فإنها تغتسل وتصلي وتصوم ذهب جمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة إلى أن النفاس لا حد لأقله ، فمتى طهرت المرأة من النفاس وجب عليها الاغتسال وتصلي وتصوم ولو كان ذلك قبل مرور 40 يوماً على ولادتها ، " لأنه لم يرد في الشرع تحديده فيرجع فيه إلى الوجود وقد وجد قليلاً وكثيراً " قاله ابن قدامة في "المغني" (1/428). بل قال الترمذي رحمه الله : "و َقَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ عَلَى أَنَّ النُّفَسَاءَ تَدَعُ الصَّلاةَ 40 يَوْمًا إِلا أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنَّهَا تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي" اهـ . والصواب أنه لا حرج في ذلك إذا طهرت قبل الــ 40  يوماً فإن طهرها صحيح فإن عاد عليها الدم في الــ 40 ، فالصحيح أنها تعتبره نفاساً في مدة الــ 40  ولكن صومها الماضي في حال الطهارة وصلاتها وحجها كله صحيح لا يعاد شيء من ذلك ما دام وقع حال الطهارة اهـ . وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (5/458) : " إذا رأت المرأة النفساء الطهر قبل تمام الــ 40  فإنها تغتسل وتصلي وتصوم ولزوجها جماعها" اهـ .  وسئلت اللجنة الدائمة (10/155) عن امرأة ولدت قبل رمضان بسبعة أيام وطهرت وصامت رمضان . فأجابت : إذا كان الأمر كما ذكر وأن صيامها شهر رمضان في زمن الطهر فإن صيامها صحيح ولا يلزمها القضاء اهـ .

2- المرأة وزوج الــ 40 :

 تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها   وهي في الــ 40  من عمرها ، فالفارق بين عمر الزوجين لا يعتبر فارقا كبيرا، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - تزوجها وهي أكبر منه بخمسة عشر عاماً، وتزوج عائشة رضي الله عنها  وهي تكبره بهذا الفارق - عليه الصلاة والسلام .

ومن جهة أخرى ورد سؤال من شابة تستفسر حول الزواج من رجل في الــ 40  تقول : تقدم لخطبتي رجل يبلغ من العمر 40 عامًا، لم يتزوج من قبل، هو طيب - كما يقال عنه. أما عدم زواجه هذه الفترة فهو لم يتفرغ للزواج إلى الآن، وهو مستقر الآن تماما ومتفرغ للزواج، بينما أنا فتاة أبلغ من العمر خمسة وعشرون عامًا، لا أعرف إن كان ارتباطي بهذا الرجل سيخلق انسجاما بيننا، لأن هناك فروقات عمرية كبيرة.

وهل في الــ 40  يفقد الرجل الرومانسية والحب، أو يكون معقدًا ولا يحب تغيير عاداته السيئة؟ هذا أكثر ما يخيفني. فأجاب الشيخ بقوله : العلاقة الزوجية لا تعرف الأعمار، ولا تعرف مثل الفروق التي يتكلم به الناس.

أما ما يتعلق بمسألة الرومانسية والحب والحاجة إليها؛ فالمرأة العاقلة تستطيع أن تتعامل مع زوجها، وتجعل الزوج يستجيب لرغباتها، عندما تستخدم أنوثتها ودلالها وجمالها، وتحسن الاختيار للأوقات التي تكثر فيها الزيارات والرحلات أو الخروج وفق الضوابط الشرعية مع الزوج.

والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، والمهم هو أن ترتضى الفتاة دين الرجل، أخلاق الرجل، شكل الرجل، وأن تجد في نفسها ميل داخلي إليه، هذه هي العوامل الأساسية في مسألة النجاح في الزواج.


وللحديث بقية إن شاء الله
والآن ماذا لديك عن سر الأربعين؟ للتواصل: BAWAZEER8269@GMAIL.COM

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي