الملتقى / شوقي سالم باوزير
(الـــأربعون) والبدع والخرافات
كثيرة هي الخرافات التي نسجت باستخدام هذا العدد (الــ 40 ) ومن ذلك مثلا :
حكاية خلق آدم ، وانه عندما اهبط إلى الأرض كانت رجلاه في الأرض ورأسه في السماء مقدار 40 سنة، وأن النبي سليمان عليه السلام سجد لربه 40 يوما يبكي ليغفر ربه له حتى نبت العشب من دموع عينيه!!
ولا يؤيد مثل هذه الأخبار نص صحيح من قرآن أو سنة.
ومنها : (من جاور قوما 40 يوما صار منهم ) مثل من الأمثال السائرة وليس حديثا.
ومنها قولهم: (الجار 40) أي أنّ الجوار يحتسب حتى 40 بيتا من الجانبين. لكن جاء عن الحسن كما في الأدب أنه سئل عن الجار قال:( 40 داراً أمامه و40 خلفه و40 عن يمينه و40 عن يساره). وروي مثله عن الزهري . وقيل : (40 ذراعاً ، ويبدأ بالأقرب فالأقرب). وله أصل في معجم الطبراني الكبير.
وفي المأثورات الشعبية نجد الكثير من الأمثال التي يعتقد الناس أنها أحاديث نبوية ومن ذلك نذكر المثل الشامي : (من عاشر القوم 40 يوما صار منهم).
وقيل في الفكاهة لمن يحضر وقت الطعام ويعتذر عن المشاركة في الأكل : (عيار الشبعان 40 لقمة).
كما انتشرت في طول العالم الإسلامي وعرضه – للأسف الشديد - بدع كثيرة خلاف الدليل القرآني و الهدي النبوي . في مناحي الحياة كلها العقدية والعبادية والاجتماعية وغيرها ؛ أحيانا بحسن نية وكثيرا بسوء نية.
ومن ذلك على سبيل المثال:
توزيع الأكل عندما يبلغ المولود 40 يوماً... والاحتفال به .
وحول حكم توزيع الأكل عندما يبلغ المولود 40 يوماً : يقول العلماء : المشروع في حال إنجاب مولود أن يَذبح أهله عنه " عقيقة " تُذبح في اليوم السابع ، ويُذبح عن الذكر شاتان ، وعن الأنثى شاة واحدة ، ويمكن للأهل توزيع لحمها أو جزء منه ، كما يمكنهم طبخها أو طبخ بعضها وتوزيعه على الأهل والأقارب والجيران .
فإن عجز الأهل عن الذبح في اليوم السابع ففي اليوم الرابع عشر وإلا ففي الواحد والعشرين ، فإن لم يستطيعوا ففي أي يوم بعدها استطاعوا .
وقال الشيخ ابن باز حول " الــأربعينية " ليس ليوم الــ 40 في الميلاد أو الوفاة أي اعتبار ، وهي عادة فرعونية ، ثم انتشرت عنهم وسرت في غيرهم ، وأنها بدعة منكرة لا أصل لها في الإسلام ، ويردها ما ثبت من قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " متفق على صحته .
وقد حذرنا الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من البدع فقال : ( وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ ) رواه أبو داود (4607)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود . وزاد النسائي (1578) (وكل ضلالة في النار ). ولا يجوز للمسلم تحري هذا اليوم للقيام بشيء يتعلق بالعبادة أو الطاعة .
الحداد على الميت لمدة 40 يوما: وأصله تقليد فرعوني حيث تستمر هذه المدة إلى أن تتم العمليات المعقدة لتحنيط الجثة و التي كانت تستغرق 40 يوما.
قراءة القرآن بعد الميت في المنزل لمدة أسبوع أو بعد الــ 40 : وهي بدعة لا أصل لها، فلا يشرع أن يقرأ على الميت بعد موته لا في البيت ولا في المقبرة ولا على رأس الــ 40 من وفاته ولا في غير ذلك بهذا القصد، بل هذه من البدع التي أحدثها الناس.
40 حديثا موضوعا في فضل قزوين : قال بن حبان كان ممن يروى الموضوعات عن الاثبات ويضع الحديث وهو صاحب حديث فضائل القرآن الطويل وقال أبو داود أقر بوضع الحديث. قال محمد بن عيسى بن الطباع : قلت لميسرة بن عبد ربه من أين جئت بهذه الأحاديث من قرأ كذا كان له كذا قال وضعته أرغب الناس. وقال الدارقطني متروك وقال أبو حاتم كان يفتعل الحديث . وقال أبو زرعة وضع في فضل قزوين 40 حديثا وكان يقول انى احتسب في ذلك وقال البخاري ميسرة بن عبد ربه يرمى بالكذب.
وللحديث بقية إن شاء الله
والآن ماذا لديك عن سر الأربعين؟ للتواصل: BAWAZEER8269@GMAIL.COM