الملتقى / شوقي سالم باوزير
الـــأربعون في كلام المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم (1-6)
قلت سابقا : "لا يمكن أن نسبغ على العدد ( أربعين) بعدًا دينيا بأي حال من الأحوال .. ولكن العدد ( أربعين) يشكل ظاهرة ما؛ الله أعلم بمراده منها" .
دعونا نتجول في كلام المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فقد ورد العدد (40 ) في كلامه صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة منها :
1. فضل إدراك تكبيرة إحرام في صلاة 40 يوما :
قال صلى الله عليه وسلم :(من صلى لله 40 يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق). حسنه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / برقم:1979 في الجزء الرابع. وليس في الحديث الاقتصار على ذكر صلاة الفجر بل الأجر في الحديث مرتب على المحافظة على تكبيرة الإحرام في كل الصلوات الخمس . ولاشك أن الحرص على إدراك تكبيرة الإحرام كل هذه المدة دليل على قوة في دين الشخص .
2. سنن الفطرة والــ 40 يوما:
لا يشرع ترك الأظافر أكثر من 40 يوما، بل إذا طالت قبل ذلك سن تقليمها ويكره تركها وليس معنى التوقيت الوارد في الحديث الذي رواه أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وقَّتَ لنا رسولُ اللَّهِ في قَصِّ الشَّاربِ ، وتَقليمِ الأظفارِ ، وحَلقِ العَانةِ ، ونَتفِ الإبِطِ ، أن لا نترُكَ أَكثرَ مِن 40 يومًا . وقالَ مرَّةً أخرى : 40 ليلةً( صحيح النسائي- الألباني) . قال النووي (رحمه الله تعالى) : إنهم (أي الصحابة) لا يؤخرون فعل هذه الأشياء عن وقتها، فإن أخروها فلا يؤخرونها أكثر من 40 يوماً. وليس معناه الإذن في التأخير 40 مطلقاً . والأفضل تقليم الأظافر كل أسبوع والضابط في ذلك الطول فمتى طالت قلّمها ، وذلك يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال. انتهى كلام النووي بتصرف يسير.
3. العمل بخصلة واحدة من 40 خصلة تدخل الجنة:
عنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( 40 خَصْلَةً - أَعْلَاهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ - مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ ) البخاري 263. وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( 40 خَصلةً ، أعلاهُنَّ مَنِيحةُ العَنْزِ ، ما من عاملٍ يعملُ بخَصلةٍ منها رجاءَ ثوابِها ، وتصديقَ موعودِها ، إلا أدخلَهُ اللهُ بها الجنةَ ) . قال حسانُ : فعددنا ما دونَ منيحةِ العنْزِ ، من رَدِّ السَّلامِ ، وتشميتِ العاطسِ ، وإماطةِ الأذى عن الطريقِ ونحوِهِ ، فما استطعنا أن نبلُغَ خمسَ عشرةَ خَصلةً ) صحيح البخاري.
4. 40 سنة قياما يوم القيامة:
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه -عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما 40 سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء ) صحيح الترغيب
5. شارب الخمر لا تقبل له صلاة 40 يوما :
فقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن شارب الخمر لا تقبل له صلاة 40 يوماً، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(لا يشرب الخمر أحد من أمتي فيقبل الله منه صلاة 40 صباحا) حديث صحيح. ولا شك أن من لم تقبل صلاته أحرى بأن لا يقبل صيامه، لأن الصلاة هي أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة.
فهل يا ترى تبدى لك شيء من سر الأربعين؟
للحديث بقية إن شاء الله
للتواصل: BAWAZEER8269@GMAIL.COM