صلاح الأول وفساد الآخر

صلاح الأول وفساد الآخر

  • الثلاثاء 01 مايو 2025
  • 12:54 PM

 

الملتقى / عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون 

 

قدم ابن جامع السهمي مكة بمال كثير، ففرقه في ضعفاء أهلها؛ فقال سفيان بن عيينة : بلغني أن هذا السهمي قدم بمال كثير. ‍ قالوا: نعم، 
قال: فعلام يعطى؟ قالوا: يغني الملوك فيعطونه. 
قال: وبأي شيء يغنيهم؛ قالوا: بالشعر. 
قال: فكيف يقول؟ فقال له فتى من تلاميذ: يقول: 
أطوف بالبيت مع من يطوف
.                        وأرفع من مؤزري المسبل 
قال: بارك الله عليه، ما أحسن ما قال،  ثم ماذا؟ قال: 
وأسجد بالليل حتى الصباح
.                    وأتلو من المحكم المنزل
قال: وأحسن أيضاً، أحسن الله إليه، ثم ماذا؟ قال: 
عسى فارج الهم عن يوسف
.                    يسخر لي ربة المحمل
قال: أمسك أمسك،‍ أفسد آخراً ما أصلح أولاً. ‍ 
صدق الله وكذب الشاعر
وقف شقيق بن سليك على الحجاج فقال: ِأصلح الله الأمير أعرني سمعك، واغضض عني بصرك، واكف عني شرك، وإن سمعت خطأ أو زللا فدونك والعقوبة، قال: هات..، 
قال: عصى عاص من عرض العشيرة فحلق على اسمي وهدم منزلي وحرمت من عطائي، 
فقال الحجاج: أما سمعت قول الشاعر: 
جانيك من يجني عليك وقد
.                    تعدي الصحاح مبارك الجرب
فلرب مأخوذ بذنب عشيرة
.                    ونجا المقارف صاحب الذنب
قال: أصلح الله الأمير سمعت الله عز وجل يقول غير ذلك، 
قال: وما سمعته يقول ؟ 
قال: قال الله تعالى: {قالوا يا أيها العزيز إن له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين... قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذاً لظالمون}. 
فقال الحجاج ليزيد بن مسلم: أمسك لهذا عن اسمه ورتب له عطاءه وابن له منزله، وأمر منادياً ينادي: صدق الله وكذب الشاعر.

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي