((الجمال جمال النفس ))

((الجمال جمال النفس ))

  • الإثنين 29 فبراير 2024
  • 02:31 PM

 

الملتقى / شيخة الدريبي

السعودية الشرقية الأحساء

 

خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وفضّله على كثيرٍ من خلقه، وجعل هيئته مستقيمة وسوية، ووجهه جميلًا وخِلقته كاملة، لكن جمال الشكل الخارجي وحده لا يكفي ليكون الإنسان جميلًا بشكلٍ كامل، بل يجب أن يتمتع بجمال الروح كي ينال محبة الآخرين، فجمال الروح يبقى إلى الأبد، ولا تستطيع الأيام أن تُغيّره، على عكس جمال الوجه الذي تعبث فيه تجاعيد الزمن فيزولُ كلما تقدم الإنسان بالعمر، فجمال الروح يشمل جمال الشخصية والصفات وأسلوب الإنسان وطُهر أخلاقه ونقاء قلبه..

 كما يتفوق جمال الروح على جمال الشكل الخارجي لأنه جمالٌ ظاهرٌ للجميع حتى للأعمى، فهو جمالٌ شاملٌ لحواس الجسم جميعها ويستطيع أن يتملكها دون أن أي حاجة لرتوش وتجميل، فجمال الروح يخترق السمع   ويصل إلى الأعماق، أما جمال الشكل يجذب العينين بشكلٍ خاص وقد لا يصل إلى القلب، فتعابير الوجه ستذبل في يومٍ ما، أما جمال الروح يبقى مشرقًا ومتوهجًا وساطعًا إلى الأبد اماالجمال الحقيقي هو جمال الجوهر، وجمال النفس, وجمال الروح، وجمال الخلق, وجمال العقل، فإذا انضم إلى هذا الجمال جمال المظهر، فما أجمل الإنسان إذا سرك مظهره ومخبره معا..

لذا تأكد أن جمال النفس ومظهرها وسموها هو المقدم وهو الأعلى قيمة والأبعد أثرًا وإن خير النساء من كانت جمال وجهها في جمال أخلاقهاوعقلها والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا الدين والخلق أولا؟ قبل جمال الشكل والمظهر، والإجابة أن الجوهر قبل المظهر, وأن الجمال أمر نسبي وقابل للتغيير أو الزوال، أما الدين والخلق فهما المعدن الأصيل الذي لا يصدأ أبدًا. فماذا لو كان الاختيار على أساس الجمال فحسب .ما تراه جميلاً اليوم ربما لا تراه جميلاً غدًا ماذا لو عرض لهذا الجمال ما يذهبه أو يشوهه، كأن تتعرض لحادث أو لمرض وذهب جماله فكيف تكون الحياة آنذاك؟  وهي قد بنيت أصلا على الجمال الظاهري لا غير...

لذلك الدين والخلق فهما المعدن النفيس الذي يتجدد بتجدد الأيام, فحتى لو ذهب المال أو ذهب الجمال فإنما يبقى الدين والخلق, فصاحب الدين والخلق إن أحب زوجه أكرمها وإن بغضها لم يبخسها حقها حتى صداق المرأة الحقيقي فهو ليس ما يقدم إليها من مال أو ذهب أو صداق إنما هو ما تجده من حسن المعاملة، وإن لم تجد ذلك في زوجها قد تكون عروس اليوم مطلقة في  الغد!إذن فالقضية ليست في الشكل فحسب إنما هي في المعنى والمضمون وليس الجمال الحقيقي هو جمال المظهر, إنما هو جمال الجوهر, وليس الصداق الحقيقي هو المال والذهب إنما هو في الدين والخلق وحسن المعاملة..

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي