((الحساسية المفرطة أتجاه الآخرين))

((الحساسية المفرطة أتجاه الآخرين))

  • الإثنين 29 ديسمبر 2024
  • 02:50 PM

 

الملتقى / شيخة الدريبي 

السعوديه الشرقيه الإحساء 


الشعور بالنشوة والسعادة العارمة عند التعرض للمديح فيشعر الشخص الذي يعاني من عقدة النقص بالسعادة الشديدة ويمتلك شعورا رائعا تجاه ذاته عندما يقوم شخص ما بمديحه. قد تظن بأن هذا الأمر طبيعي يشعر به جميع الأشخاص، فالجميع يحبون أن ينالوا المديح، لكن تبدأ المشكلة عندما يبدأ الشخص بالاعتماد بشكل أساسي في كل أمور حياته على تلقي المديح من الآخرين، بل والشعور بالاستياء إذا لم يحصل عليه كذلك  إذا علم أن الآخرين يتحدثون عنه، أو قد يفرط في التفكير بما يمكن أن يفكر فيه الآخرين تجاهه، ويشعر الشخص بقلة الثقة بالنفس في حال قام شخص ما بالتعليق عليه أو على تصرفاته، مهما كان هذا التعليق بسيطا، والاستمرار بالتفكير بالأمر لأسابيع وأيام. فعندما يشعر الشخص بأنه أقل شأناً من الآخرين، فإنه لا يضع احتياجاته الأساسية ضمن أولويات اهتماماته، وذلك لأنه يشعر بالانتقاص وبأنه أقل قيمة وأهمية مقارنة مع الآخرين، بحيث يشعر بأن الآخرين يجب أن يكونوا في منزلة أعلى من منزلته، وبأن تلبية احتياجاتهم أهم من تلبية احتياجاته الشخصية..

لذا من الطبيعي أن يتعرض أي شخص للنقد البناء، لكن إن كان هذا النقد البناء يسبب للشخص الإحباط والاستياء لأسابيع، فلا يعد هذا من الأمور الجيدة. فالنقد البناء يعد من الأمور الضرورية لأي شخص، لكن من يعاني من عقدة النقص يشعر بالخجل من أي نصيحة صغيرة توجه إليه.وإذا كان الشخص يواجه صعوبة في البدء بأي مشروع أو إتمام أي مهمة، أو أنه يستمر في تأجيل المهام إلى الغد أو بعد غد ويفتقر للحماس للقيام بأي أمر، فقد يعاني من عقدة النقص وذلك لأنه يشعر بالخوف من أن أي أمر يقوم به لن يكون ذا أهمية، ولن يكون بالمستوى الجيد، لذا فما الفائدة من البدء به من الأساس.فمن يعاني من عقدة النقص لا يفضل التواجد حول الآخرين ويفضل الانعزال عن المجتمع لأنه لا يريد سماع ما قد يقوله الآخرين عنه ولأنه يشعر باستمرار بأنه أقل منهم. كما قد يخاف الشخص من أنه يمكن للآخرين أن يكتشفوا بأنه ليس كفؤا بما يكفي إذا تواجد بالقرب منهم، لذا فيفضل البقاء وحده..

كما أن من يعاني من عقدة النقص يمتلك نظرة ثاقبة فيما يتعلق بأخطاء الآخرين وذلك لأنه يعرف أخطاءه جيداً، بل وقد يحاول البحث عن أي خطأ أو زلة قد يرتكبها الآخر من أجل إبعاد النظرات عن أخطائه، ولأنه لا يمتلك شعورا بالكفاءة تجاه ذاته، فهو لا يهتم لما قد يشعره الآخرين تجاه أنفسهم. بل وقد يشعر بتحسن كبير تجاه ذاته في حال شعر الآخر بالسوء تجاه نفسه..

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي