((ما الذي يجعل الإنسان إنسانا؟))

((ما الذي يجعل الإنسان إنسانا؟))

  • الإثنين 29 ديسمبر 2024
  • 10:55 AM

 

 

الملتقى / شيخة الدريبي 

السعوديه الشرقيه الإحساء

 

كرم الله الإنسان، وسخر كل المخلوقات لخدمته، وقد بث فيه من روحه، التي تجاوز بها الإنسان حدوده الجسدية، أن الجسد ما هو إلا مجرد أداة للروح ووسيلة لخدمتها، وهو الكائن الحي الذي يعتبر الأكثر تطورا من الناحية العقلية و العاطفية ويعتبر الإنسان أعقد الكائنات و أشدها تطورا على ظهر البسيطة وقبل أن نتساءل عما يجعل الإنسان إنسانا، ينبغي أن نحدد ماذا نعني بالإنسان، تلك الكلمة التي تبدو في غاية البداهة. فهل هُناك ما هو أسهل من تحديد ما نعنيه بالإنسان؟ قد يبدو أكثر بساطةمن أي تعريف وأكثر وضوحا من مفهوم الإنسان بحد ذاته والإنسان بالمعنى الوصفي بمعاير أخلاقيه ومعنويه هذا مايقصده الناس دائما حينمايتساءلون عن الإنسان. ومايجعله الإنسان ليست الطبيعة أو الواقع، وإنما إرادته. في أن يكون الإنسان إنسانا أو لا يكون..

هناك من يقول بأن الإنسان لا يملك إرادة حرة، ولا يمكنه أن يكون شيئا من تلقاء ذاته، وإنما المادة هي التي تجعله على ما هو عليه أيّا كان، ولا يمكنه أن يكون إنسان بالمعنى الأخلاقي للكلمة.بل إنسان فقط بالمعنى الوصفي ككائن حي يعيش في هذا العالم. اسمه انسان وهو أكثر إنسانية، وهناك من يملكون إرادة حرة (خيرة أو شريرة)، في النهاية هم بشر بينهم اختلافات، وقد لا تحمل هذه الاختلافات أي قيمة جوهرية، بين الخير والشر أوالحسن والقبح فسؤالنا عما يجعل الإنسان انسانا، سؤل بلا معنى.في النهاية الإنسان إنسان، ولا يحتاج للقيام بأي شيء ليكون إنسانا، فهو في كل الأحوال.أنسان ..

تمكن الإنسان في يوم من خلق إنسان في المعمل على شكل بشر كاملون بكل الوعي والأفكار والمشاعر والأحاسيس آليه مشابهون للبشر في كل شيء، ما عدا كونهم هم أنفسهم منتوج بشري. لكن هذا الإنسان الحقيقي لم يمنحهم الإرادة والمعايير والأخلاق، هذا الإنسان المصنوع يختلف عن الإنسان الصانع؟ بعبارة أُخرى ما الذي يمنح الوعي الإنساني قيمة أكبر من أي وعي آخر يمكن إنتاجه اصطناعيا إذا لم يكن هناك شيء في الإنسان أكثر من الإنسان نفسه، أي إذا لم تكن هناك روح إنسانية حرة. بعيده عن العنف الذي يمارسه البشر الحقيقيون ويظهر مقدار القسوة والبشاعة الموجودة في "الإنسان الحقيقي والشعور الذي يفترض أن يتصف به الشخص الطبيعي ليصبح أكثر أصالة ولكي لا  نتساءل عن القيمة التي يحملونها تجاه أنفسهم ..

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي