(( كيف أكون شخصية قوية ومؤثرة ))

(( كيف أكون شخصية قوية ومؤثرة ))

  • الإثنين 29 ديسمبر 2024
  • 11:41 AM

 

الملتقى / شيخة الدريبي 

السعوديه الشرقيه الإحساء 

 

كما نعرف أنّ تكوين الشخصية الانسانية هي نتيجة تفاعلات العوامل الفطرية الوراثية والعضوية الحسية مع العوامل البيئية الاجتماعية، وتختلف أنماط الشخصية وأشكالها وأنواعها من فرد إلى آخر، فقد يملك البعض شخصيات قوية وجذابة ومحبوبة وقد يفتقر البعض الآخر لهذه السمات. الشخصية يولَد الإنسان وتولَد معه الاستعدادات والصفات الجسمية والنفسية المكوِّنة لكينونة شخصيته، وتتأثّر هذه الصفات بالعديد من المؤثرات والعوامل المختلفة؛ كالعوامل البيئية والخبرات والتجارب التي يمرّ بها الفرد فالإنسان كائن اجتماعي بالفطرة،يعيش في بيئته ومجتمعه ويتفاعل معهما بحسب انطباعاته واتجاهاته، فلكلّ فرد شخصيته التي يتفرد بها وأنماطه التي تميزه عن غيره، فالشخصية هي البناء النفسي التكويني والسلوكي الذي ينفرد به الفرد، والذي يتكون من مجموعة الاستعدادات والقدرات الجسمية والعقلية والاجتماعية..

كذلك أن الانفعالية التي تظهر في سلوكيات الفرد واستجاباته؛ بحيث تُميّز هذه السلوكيات ذات الفرد عن غيره في جميع المواقف والأحداث التي يتعرّض لها في شتى المجالات والجوانب الحياتية، لابد أن يمتلك الاستعداد أن يكون صاحب شخصية قوية إلا أنّه من الممكن أن يمتلك ضعيف الشخصية شخصية قوية مع مرور الوقت بفعل التجاوب السليم مع العوامل المختلفة، وبشكل آخر قد يفقد قوي الشخصية قوته عند تعرضه للعوامل والظروف الأسرية والاجتماعية السلبية وغير السوية، وبشكل عام قد يتمكن الفرد من تطوير قدراته الشخصية ورفع مستواها وقوتها من خلال التفاعل الايجابي مع الأنماط التربوية والاستفادة من الخبرات التي يمرّ بها، والتي بطبيعتها تعمل على رفع مستوى رصيده النفسي إلى أعلى مستوياته، وبالتالي استمرار الفرد في تميُّزه وقوة شخصيته...

كما أن الفرد يستطيع بناء وتكوين شخصية قوية من خلال تنمية وزرع العديد من الصفات والسمات الذاتية واستثمارها بالشكل الصحيح، فالوصول إلى امتلاك الشخصية القوية يتطّلب من الفرد الدافع الذاتي لتحقيق وبناء العديد من المقومات، وأهمها إيمانه بذاته واحترامها.ولا يحاول أن يتقمص شخصيات الاخرين أو تصرفاتهم، وأن تكون انفعالات الفرد واستجاباته نابعة عن ذاته وثابتة لا تتغير ولا تتأثر بتغيير المواقف والأشخاص؛ فالفرد المنسجم مع ذاته لا يشعر بالحاجة لأن يبدي ردات فعل واستجابات زائفة تغاير ما يشعر به حقيقة، فهو غير مُلزَم بإرضاء الآخرين بالكذب أو التصنع، فالفرد الذي يمتلك شخصية قوية يكون صادقاً مع نفسه ومع من حوله لا يحتاج إلى الكذب،كما إنّ أقوياء الشخصية يكونون على درجة عالية من احترام الذات وتقديرها..

كماأن التظاهر بقوة الشخصية.تعتبر من الاستراتيجيات التي من المفيد استخدامها للأشخاص الذين يعانون من ضعف الشخصية؛ فيقوم الفرد بمعاكسة مشاعره الداخلية، فإذا كان يشعر بالخوف من حدث معين فيجب عليه أن يتظاهر بالشجاعة والجرأة تجاه هذا الحدث ومع مرور الوقت سيكتسب هذه السمة؛ كأن يوحي لنفسه الشجاعة والقوة والسعادة فتصبح من سماته مستقبلاً ف الشخصية القوية تنبع من خلال القدرة على التحكم بالذات، واحتواء ردات الفعل التي يُبديها الآخرين، فمن الممكن القول أنّ الأشخاص الذين يملكون شخصية قوية يتّصفون بالحزم في المواقف المختلفة بعيداً عن التردد ومن غير تهور. بالكفاح والإصرار على النجاح وتحمّل صعوبات الحياة وتقبُّلها والتغلب عليها بقوة وشجاعة، وقادرة على العطاء في أصعب الظروف والتحلي بالنظرة الإيجابية أتجاه الظروف المختلفة ..

فبالإرادة والإصرار تتحقق الغاية والهدف المطلوب تكسِب الشخصية القوة والعزم. في الإنجاز وتنفيذ المهام .فالنجاح يعزّز صاحبه بالثقة والسعادة واكتساب القوة وثقة الفرد بذاته وبقدراته وإدراكه بأنّه مميز عن غيره والابتعاد قدر الامكان عن التوتر والتذمُّر والضجر، والحفاظ على الوجه البشوش الذي يفتح قنوات التواصل مع الآخرين، أمّا التذمُّر والغضب فقد يعيق الاتصال والتعامل مع المجتمع بشكل سليم، كماان الاهتمام بالمظهر العام يوحِي للآخرين بأنّ الفرد يمتلك شخصية قوية وجذابة، ويترك أثر إيجابي في نفوسهم ،ويجب مواجهة النقدالصادرة من الآخرين، فالجميع مُعرَّض للوقوع في الأخطاء،فلا بد من تقبُّله بعيداً عن العدوانية والانفعال، واستقباله على أنّه اقتراح أو إجراء تصحيحي،وتجاهل الانتقادات الغير الصحيحة التي  تثير الجدل فقط ..

 

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي