(( عليك التخلص من كلمة

 (( عليك التخلص من كلمة "لا"))

  • الإثنين 29 ديسمبر 2024
  • 12:40 PM

 

 

الملتقى / شيخة الدريبي

السعودية الشرقية الاحساء


هناك أشياء قد تحجب عنك الشعور بالبهجة! وهناك فرق صارخ بين أن يعيش المرء حياة مليئة بالبهجة وبين أن يبقى محروماً منهاباستمرارفالحياة عبارة عن مجموعة متنوعة فالشخص يرفض باستمرار تجربة أشياء جديدة، فهو يحد من لوحة الألوان الخاصة به ويحرم نفسه من فرصة تذوق جمال الحياة. فعند خروجه من منطقة الراحة الخاصة به يعد أمراً مخيفاً، إذ أنه من طبيعة البشر التمسك بما يعرفونه. لكن في كثير من الأحيان، يكون المجهول هو الذي يحمل أكبر قدر من السعادة لذا يتلخص الأمر في كلمة "لا". فالرفض باستمرار يمكن أن يبقي المرء مقيداً ويمنعه من الفرح. فيمكنك اختيار التوقف عن الرفض والبدء وأغتنام فرص الحياة ..

عندما يكون الشخص غارقاً في العمل أو ببساطة ليس في مزاج جيد، يعتذر عن الاستجابة للدعوات الاجتماعية، في حين أن ذلك يمكن أن يحرمه من الاستمتاع بوقت جيد مليء بالضحك والتواصل وبالبهجة.كذلك يتوقف عن رفض ممارسة النشاط البدني لضيق وقته أو لتعبة كما نعرف إن الرياضه مهمة وتحفاظ على صحة الجسم، بل وتعزز الحالة المزاجية أيضاً. فعند ممارسة نشاطاً بدنياً، يفرز الدماغ الإندورفين، الذي يمنح الشعور بالسعادة. ويعمل كمسكن طبيعي للألم ومُحسن للحالة المزاجية.ففي صخب الحياة وضجيجها، غالباً ما يهمل الكثيرون الاعتناء بأنفسهم. ويرفض الشخص الرعاية الذاتية، معتقداً أنها أنانية أو ترف لا يستطيع تحمله. لكنه اعتقاد أبعد ما يكون عن الحقيقة. إذ إن الرعاية الذاتية تتعلق بتخصيص الوقت لتجديد الطاقة وتغذية الجسد والعقل والقيام بالأشياء التي تجلب السعادة. فسواء كان الشخص يقرأ كتاباً، أو يأخذ حماماً طويلاً، أو يقضي وقتاً في الطبيعة، فإن أنشطة الرعاية الذاتية يمكن أن تضفي السعادة على حياته..

نحن في مجتمع يُقدر الاستقلال والاعتماد على الذات، قد يبدو طلب المساعدة أحياناً بمثابة علامة ضعف. لكن حقيقة الأمر هي أن الجميع يكونون بحاجة إلى المساعدة في بعض الأحيان، سواء كانت طلب المساعدة عبارة عن كتف يمكن الاعتماد عليه، أو نصيحة بشأن موقف صعب، أو مساعدة في مهمة ما.فالتواصل مع الآخرين يعد علامة على القوة، وليس الضعف.وقد يكون التسامح موضوعاً صعباً. عندما يؤذينا شخص ما، غالباً ما يكون رد فعلنا هو التمسك بهذا الألم. نرفض التسامح كشكل من أشكال الحماية الذاتية. لكن في واقع الأمر لا يحصل المرء على الحماية ولا الراحة عند التمسك بآلام الماضي، إنما يبقى عالقاً في دائرة من الألم والاستياء، مما يمنعه من الفرح. والتسامح لا يعني نسيان أو تبرير الضرر الذي لحق بنا، بل هو ببساطة التخلص من الاستياء والغضب ..

كما إن التغيير في الحياة، لا يتقبله البعض وغالباً ما يميل الكثيرون إلى مقاومته، بسبب الخوف من المجهول أو اتخاذ قرار خاطئ. لذا، يميلون إلى اتباع كل ما هو مألوف ومريح. إن التغيير واتخاذ قرارات جديدة قد ينطوي على تحديات ومزيد من التحرر والبهجة في الحياة.وإعطاء الأولوية لاحتياجات الآخرين ورغباتهم على حساب أنفسهم. من السهل أن يقول الشخص "لا" لنفسه من أجل إرضاء الآخرين لكن يجب أن يتذكر أن قول "نعم" للنفس لا يندرج تحت تصنيف الأنانية، ببساطة لابد أن يخصيص بعض الوقت للنفس، خاصة أن أعمال حب الذات قد تجلب سعادة فالصراعات والخلافات في الحياة  تنسيك قول "نعم" للفرح نفسه، وتجاهل لحظات السعادة نتيجة لظروف الشخص، فالفرح والحب موجود وفي نهاية المطاف، لا تقتصر السعادة على ما يحدث حوله، بل تتعلق بما يحدث داخله ..
 

 

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي