((ورقه وقلم لنا معها حكاية))

((ورقه وقلم لنا معها حكاية))

  • الإثنين 29 نوفمبر 2024
  • 11:17 AM

 

 

الملتقى / شيخة الدريبي 

السعوديه الشرقيه الإحساء 

 



الكتابة ليست مُجرد حِبر ينفَذ على ورق وليست حروفا تُكتب بلا هدَف ولا سبَب، بل هي مشاعرك على هيئة كلمات مطوية بين ثنايا الورق، هي بمثابة صديق أبدي وكأنه توأمك الذي يُشاركك كل لحظاتِك ويتحدّث معك عن كل تفاصيلَك، صديق لا يَملّ منك ولا تخجَل مِنه، صديق تحكى له عن كلِ ما يدور في عقلِك وقلبك ومشاعِرك تحدثه عن كل ما يُحيرك ويؤلمُك ويسعِدك، تحكي له أوجاعِك من أشخاص قدّ ألموك وعن أشخاص قدّ أسعدوك .كل هذالا يحتاج مِنك سوى قلما وورقة تتخيلها مرآة لك ترى نفسك من خلالها ترى الكلمات التي يصعُب على لسانِك النُطق بها ترى الحروف التائهةَ والمشاعر المُتراكمة فعِندما تحزن وتتألم، اجعل  الورقة صديق لكَ، ويا لها من صديق يشعرُك بكل الطمأنينة التي لن تجِدها على هذا الكون، صديق يعطيك حُلولا لكل تساؤلاتك التي تدور بعقلِك صديق يُساندك في ترتيبِ خطواتك، ويمسِك بيدِك ويُناهضك ويرسم معَك أحلامك وأمانيك ..

كما أن الكتابة هي ذلك الحُضن الدافئ الذي ينتشِلك من أحزانِك  وألأمك ويشَاركك أفراحِك ومسرّاتك، صعُب عليك أن تجِد في هذا الكون حُضن يحتويكَ مِثله، قدّ يكون في هذه الحياة أشخاص يحتضِنوك حين تحتاج إليهم ويُشعروك بمدى محبتهم وأشتياقهم لكَ. واحتياجك للبَوح ويصعُب على قلبِك الإفصاح عن كل ما يحمِله بداخله من شعور يُشتت السكينة ويقلق مأواها الوحيد.بالكتابة تبوح وتسرِد عن كل ما يُحيرك كل ما تريد البوح بِه والتعبير عنه عن كل المتراكم بداخِلك لكي تكون ساكنًا مطمئنا وتحكى له عن الزمن الذي يقسو ساعة ويحنو ساعة الكتابة هي ذلك العالَم الخاص بِك وحدَك عالَم لا يخون ولا يخدَع عالم تتحدث معه عن كل ما بداخِلك بلا حَرج ولا حيرة وكأنما تتحدث مع ذاتك، تحكي لها أسرارِك المكنونة داخل جوارحك وأنت واثقا بأنها لن تُفشى يوما وكيف يُفشى سِر وأنت وحدَك تعلَمه.يحفظ سرك كي تظَل ذِكرى دائمة تلجأ إليها عند لحظاتِ يأسِك ولحظات ضَعفك..

فالكتابة يا عزيزى بَحر واسع من العطاء، والحُب حُضن يتّسع كل مشاعِرك حُضن يحميكَ من قُبح هذا العالم ويأخُذك إلى عالَم لكَ وحدك لتعِش بداخِله كل لحظاتِك، عالَم يحتويكَ، يحتوي ذاتِك وضعفِك وأحلامك وأحبابِك وذكرياتك ومسرّاتك، حُضن لا يُريد منكَ سوى أنتَ يخفِف ألمُك أنتَ يزيل أثارِ التشتُت عنكَ، تلجأ إليه ليكون أكثرِ الأحضان اتساعا على هذا الكون فالكتابة هي ذاكَ الحُضن الدائم الذي يحتضِن مدوّنَتي وكلِماتي الأن.فشُكرا لذاكَ الحُضن الذي لم يكُن بإستطاعتنا يوما أن نُعبّر عن الامتنان له إلابداخِل دِفئه واتساعه بين كلماتِه وحروفه فبالكتابة تكتُب مَظروفًا حروفًا مليئة بالسلامِ والحُب كي تُرسلها لشخص أخر في مكان أخر من هذا العالم يشعُر وكأن تِلك الحروف تحتَضنه بكل حٌب وطمأنينة وباحتواء وكأنّه ها هُنا بالقُربِ منك رُغمَ البُعد والغُربة وطولِ المسافات وهذا هو سِر الكتابة وذاكَ هو الحُضن الحقيقي الذي دوما يتّسع العالَم بداخِله ..
 

 

 

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي